في السؤال هدى وفي الصمت على الجهل عمى ولا تستصغروا من لا تعرفونه ولا تحسدوا من لا تدركونه ولا تحمدوا غير كريم ولا تبخلوا على شريف ولا تفضلوا على غير محتاج فيذهب فضلكم هباء ولا تمنعوا السائل فإن منعه مقت ولا غبية فإنها قرض مردود ولاسيما أنها تعقب. يا بني ذبيان: اجعلوا قبري علماً فاني قدمت في الناس خيراً فانه شأن وذكر حسن وتركت للبنين فخراً، ولو قدمت سيئاً أمرتكم أن تخفوه فانه علم السب أحفظوا قولي فانه مقامي ورائي فيكم، وانشأ يقول:
لقد عزفت نفسي عن اللهو جمه ... وإن نهلت من لهوها ثم علت
رأيت قروناً بعد قرن تقدمت ... فلم يبق إلا ذكرها حين ولت
ألا أين ذو القرنين أين جموعه ... لقد كثرت أسبابه ثم قلت
خرفت وأفنتني السنون التي خلت ... فقد سئمت نفسي الحياة وملت
تجاوزت في يوم الهباة هنيدة ... وألفيت عوداً حين ما حين حلت
فكم مشهداً وردت نفسي وطيسه ... أجشمها مكروهه حين كلت
وكم غمرة ماجت بأمواج غمرة ... تجرعتها بالصبر حتى تجلت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة ... فلما رأت عزمي على الأمر ذلت
هي النفس ما منيتها تاق شوقها ... وإلا فنفس أويست فتسلت
وقال أيضاً الربيع بن ضبع:
ألا يا لقومي قد تبدد أخواتي ... نداماي في شرب الخمور وأخداني
وأنسى قليلاً ثم آتى سبيلهم ... فتبلى عظامي يال سعد وذبيان
وأبلى ويبقى منطقي بعد ميتي ... وكل امرئ إلا أحاديثه فاني