للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حريمهم، وهو القائل يوم الهباءة لما حبس خلف بني فزارة حتى أثخن جراحاً فقال:

رأيت موتين علينا نزلا ... موتي وموت الغر من قومي الملا

بذلت روحاً دونهم معجلا ... كيما ألاقي الموت منها منهلا

قال أبو محمد: لما كبر وخرف وأدرك الإسلام فقال قوم: أسلم وقال قوم: لم يسلم منعه قومه ذلك، قال أبو محمد: جمع بينه وبين بنيه فقال لهم:

ألا أبلغ بني بني ربيع ... فأشرار البنين لهم فداء

بأني قد كبرت ودق عظمي ... فلا يشغلكم عني النساء

وإن كنانتي لانت بقسر ... واني لا أسر ولا أساء

إذا جاء الشتاء فدثروني ... فإن الشيخ يهرمه الشتاء

وإن دفع الهواجر كل قر ... فسربال خفيف أو رداء

ثم قال: يا بني اجمعوا لي بني ذوبيان، ثم قال: يا بني فزارة بن ذبيان من أعزكم؟ قالوا: أنت يا أبا سالم. قال: إن لكم أن تدوسوا أعزكم عليكم بأرجلكم، فذلك ارفع لقدرة عندكم. يا بني ذبيان آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: آمركم بالحلم فأنه بحسن المعاشرة والجود فإنه يزرع المودة. وآمركم بحفظ بعضكم بعضاً يهابكم الناس الأباعد، وآمركم بالعلم فإنه زين ومحبة في قلوب العالم. وأنهاكم عن: السفه فإنه باب الندم ومنزل الذل وأنهاكم عن البخل فإنه سلم السب، وأنهاكم عن التخاذل فإنه آفة العز، وأنهاكم عن الجهل فإنه رزية ومهلكة واسألوا عما جهلتم فإن

<<  <   >  >>