للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلح وقال: والله يا بني عبس لا نصالحكم إلا الصلح المخزية جدع الأنوف والأذنين، فقال الربيع بن زياد: الحريم ولج الغريم وطال الشر وغدر الدهر. فغضب عنترة وقال: يا حصين الحرب خير لي والصلح خير لك. فدونك أضعفنا حقاً خسره الله فأرسلها مثلاً، قال حصين: أيها الغراب جار بك الخطاب اسكت يا بني عبد شمس، قال له عروة بن الورد العبسي وكان رأس الصعاليك وأجسرهم: يا حصين شهدتك وأباك وأخاك وأنتم تسألون العرب بسوق عكاظ سنة المسبغة؟ قال حصين: كف أيها الصعلوك الشاعر، فقال عروة ارتجالاً:

أرى الناس في الآفاق جما وإنني ... على كل فج خائف الشعب واحد

لي الذئب ندمان ولي الليث صاحب ... تثور إذا أحدر النعام الشوارد

أطيل الطوى حتى إذا برح الخفا ... طعمت يسيراً والتجمل رائد

وما بي أملاق ولكن تكرما ... أشيد ما شاد الكرام الأماجد

ولست كمن يمسي بطيناً وانه ... يبيت خميصاً جاره وهو راقد

أنيل نوالي الأقربين وانه ... ليدرك معروفي الأقاصي الأباعد

أفرق جسمي في جسوم كثيرة ... واحسوا قراح الماء والماء بارد

وقال الربيع بن ضبع: يا حصين تعرضت للسب، وقال الربيع:

دار الصديق إذا استشاط تغيظاً ... والغيظ يخرج كامن الأحقاد

ولربما كان التعصب باحثاً ... لمثالب الآباء والأجداد

وقال عروة بن الورد يهجو حصين بن ضمضم:

لن يكن فارس الهياج هجيناً ... إن شداد لم تلده العبيد

<<  <   >  >>