للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين}.

قال أبو محمد عن أسد عن أبي إدريس عن وهب عن ابن عباس، إنه قال: لأعذبنه عذاباً شديداً، أي للأنتف جناحيه حتى لا يطير مع الطير. وقوله بسلطان مبين: العذر البين والسلطان: الحجة. وكان الهدهد تقدم من ذلك الموضع فلقي هدهداً من أرض مأرب فقال ذلك لهدهد سليمان: أخبرني ما هذا الذي أرى ما رأيت ملكاً أعجب من هذا الراكب الريح ومعه من الجنود ما أرى لم أره ولم اسمع به؟ قال له هدهد سليمان: هذا سليمان ابن داود نبي الله قال: فمن آنت قال: أنا من أرض سبأ قال له هدهد سليمان فمن ملكهم؟ قال: ملكتنا امرأة لم ير الناس مثلها في حسنها وفضلها ورأيها وحسن تدبيرها وكثرة جنودها والخير الذي أعطيته في بلدها وأمها من الجن، مع هذا وهي من ولد حمير، فقال: انطلق بنا إليها. فانطلقا حتى نظر إليها ورجع إلى سليمان - قال الله تبارك {فمكث غير بعيد فقال: أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين أني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون} قال {سليمان}: {سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم، ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} فكتب سليمان كتاباً ودفعه إلى الهدهد فأخذه الهدهد بمنقاره وانطلق حتى انتهى إليها فكان بحيال رأسها حتى حاذى تاجها وهي على عرشها ألقى الكتاب فوقع في حجرها فنظرت إليه ونظر الناس إلى طائر رمى الكتاب فقالوا: رمى إليك كتاب من السماء فخاضوا في ذلك، ثم أنها بعثت إلى مقاول حمير وكانت أول من استشار المقاول من حمير فقالت لهم: ما ذكر

<<  <   >  >>