للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله في القرآن {يا أيها الملأ أني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمن وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلو علي وآتوني مسلمين. قالوا: نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظر ماذا تأمرين؟ قالت (لهم تمتحنهم): إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها

وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون، واني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون}.

قال أبو محمد: بعثت إليهم بهدية اختارت أربعين رجلاً لم تدع في أبناء الملوك أجمل منهم ولا أعقل ولا أشد ثقة ولا أبعد غاية ولا أعلى صوتاً فعنفهم صوتهم قبل أن يصلوا إلى سليمان وأرسلت إليه معهم بهدية تمتحنه بمائة وصيف ومائة وصيفة ولدوا في شهر واحد كما ولدوا في ليلة واحدة، وأرسلت إليه بحق مملوء ذهباً وفضة ودراً وياقوتاً وزبرجداً وزمرداً وختمت على الحق ولبست الوصائف والوصفاء زياً واحداً ليظن من رآهم كلهم غلمان، وأرسلت إليه بخيل عتاق ذكور وإناث وقالت لرسلها: مروه يخبركم بفرق بين الذكور والإناث من هذه الخيل بعضها من بعض من غير أن يخبره أحد، ومروه أن يخبركم بما في هذا الحق من غير أن يفكه. قال: فتوجه رسلها حتى بلغوا إلى موضع لا يدركهم أحد. فقال بعضهم: أن سئلتم عن شيء فعليكم بالحق الذي لا اختلاف فيه وإياكم أن يجيب كل واحد عن نفسه فيقع الاختلاف فيرتاب بكم، فمضوا وجمعت بلقيس أشراف حمير فقالت: خذوا في أهبة الحرب، فجمعت الجيوش واستعدت للحرب وقالت لقومها: إن هو قبل الهدية ولم يرد الحرب ودعا إلى الله فهو نبي فاتبعوه وإن هو لم يقبل الهدية ولم يعلمنا

<<  <   >  >>