للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقالت: ما أدري ما سألتك عنه يا نبي الله فعرض عليها سليمان الإسلام. فقالت: انظر في أمري هذا يومي هذا، فقالت الجن: كنا نصيب في سليمان رحمة النبوة، فيسأل عما نريد فإذا هو تزوج بلقيس أتتنا فطنة الجن وحيل الأنس وكيد النساء فلم نصب راحة فكيف إذا اجتمعت مع أعوانها من الجن والأنس أهل القسوة والتطاول على من دونهم لم نأمن على أنفسنا الهلكة يحجب عنا كل خير وينزل بنا كل سوء وشر. تعالوا فلنزهده فيها فإنه قد ذكر إنه يريد يتزوجها، فقال لهم عفريت من الجن يقال له زوبعة: أنا أكفيكم سليمان. فآتاه فقال له: يا نبي الله بلغني أنك تريد تزويج بلقيس وأمها من الجن ولم تلد جنية من أنثى قط ولداً إلا كان رجلاه مثل حافر الحمار وساقه أجمان صلب القسوة حاد النفس حار الجسم، قال سليمان: فكيف لي أن أنظر إلى ذلك منها واعلم من غير أن تعلم ما أريد به منها؟ قال له زوبعة: أنا أكفيك ذلك. فصنع زوبعة لسليمان مجلساً كمن قوارير وجعل أرض المجلس لجة وسرح فيها السمك، ثم جعل فوق ذلك صرحاً ممرداً من قوارير، ثم قال له: أرسل إليها فلتدخل عليك فإنك ترى الذي تريد. فبعث إليها وهو على كرسيه في البيت مجلس غيره، فلما رأت الماء والسمك تجول ضربت

ببصرها لتنظر مكاناً تجلس فيه فلم تجد، وحسبته لجة، فكشفت عن ساقيها لتخوض الماء فلما رآها سليمان ونظر إلى ساقيها عليهما شعر كثير أسود على بياض ساقيها، قال لها سليمان: لا تكشفي عن ساقيك إنه صرح ممرد من قوارير. فنظرت فإذا

<<  <   >  >>