للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرف الموضع حتى انتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف مشرفة فانتهينا إلى كهف منها فدخلناه. فأمعنا فيه طويلاً، فانتهينا إلى حجرين قد طبق أحدهما على الآخر وفيه خلل يدخل منه النحيف متجانفاً، فدخلته فرأيت رجلاً على سريره فإذا مسست شيئاً من جسده أصبته رطباً لم يتغير، ورأيت عند رأسه كتاباً بالمسند: أنا هود النبي آمنت بالله وأشفقت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله مرد فقال لنا علي - رضي الله عنه -: كذلك سمعت من أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم.

قال أبو محمد: لما نزل سليمان عدن وسار من اليمن بعتاق الخيل من بقايا خيل

الصعب ذي القرنين، أخرجت إليه الخيل من البحر الخيل الخضر فأعجبته وفتن بها فطفق مسحا بالسوق والأعناق فأنسته التسبيح والتهليل. وقال لعض أهل العلم: بل نسي صلاة العصر، ذم ذكر الصلاة والتسبيح فقال: ليبلوني أأشكر أم أكفر، فأمر بالخيل الخضر فعقرت فزعموا أنها ردت إلى البحر. ثم سارت به الريح حتى بلغ تدمر وكان لخاتمه نور يقوم بين السماء والأرض فيزدحم عليه الطير في الهواء على رأس سليمان. ثم أن خاتم سليمان سقط من يده فذهبت الطير وسكنت الريح لما أراد الله أن يرى سليمان ومن معه من المؤمنين أن الدنيا وما فيها إلى زوال، ثم سلب الله سليمان ملكه ليبتليه، فلما سلب ملكه علم إنه لما نسي من ذكر الله فخرج هارباً يجول في الفيافي ويتضرع إلى الله وإن شيطاناً من الشياطين كان ساحراً كتب سحراً وجعله تحت كرسي سليمان وسحر به آصف كاتب سليمان وتمثل في صفة سليمان، وصعد على كرسيه ودخل على نساء سليمان وآزره آصف وهو لا يعلم إنه الشيطان، فلما نظر آصف إلى فعل ذلك

<<  <   >  >>