فلما نزلت بأرض العراق ... عبرت العراق بعزم حرب
فسار قباذ إلى فارس ... إلى البحر يسعى لأمر كتب
فبادره الأقرن المستطيل ... سريعاً حثيثاً شديد الأرب
واقبل صيفي منارض عمان ... لمن شذ منهم ومن قد قرب
فكان ببابل يوم عبوس ... بقتل ذريع أليم النصب
فخام قباذ وأشياعه ... وولي سريعاً حثيث الهرب
رأى الموت تحت ظلال السيوف ... وحتى النفوس له يضطرب
تجر المنية أذيالها ... فكان العزيز بها من غلب
فأضحوا كأن لم يكونوا بها ... كذاك العزيز بها من غلب
فأضحوا كأن لم يكونوا بها ... كذام الزمان إذا ما انقلب
فاتبعه شمر في جمعه ... إلى القصر ذي شرفات الحجب
سقينا البرية في دهرنا ... سماماً مدوناً بضرب القضب
نقود الجياد لأقصى البلاد ... إذا ما قضينا قضاء وجب
نهضت بجمع كمثل الدبا ... صباح الوجوه صلاب الحسب
ربيعة منها هداة السبيل ... علوم المجال لنول الشعب
وبأس إياد رفيع القذال ... طويل العنان شديد الكلب
وانمار عند اللقا سادة ... تزيل النفوس وترجي السلب
ترى مضراً عند ارزامها ... مكللة روسها بالذهب
لها لجة عند نار الوطيس ... ببيض مضار بها تلتهب
تصاممت عن نبأة أسمعت ... لقد صرحت عن حديث عجب
لقد جد غدر بني يافث ... وجد المنون بهم فاقترب
عذيري لحرب تلافيتها ... لقد ألهبوا بأسها والتهب