أكل بني الشقيقة قد أطاعوا ... على خذلاننا عمرو بن بكر
لقد عدلوا برأي أبي ذؤيب ... وقد جهلوه رأي أبي الهزبر
سيحملهم بذاك على هلاك ... بجعجاع لدى ضنك ووعر
سيبلغ عنهم قابوس أمر ... يعز على بني سعد بن مر
جلبت بفعلهم صبراً وحسبي ... بما ألقى به من مر صبري
بنو شكل أضاعوني ولما ... يروا نصراً يعزهم كنصري
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
ولو بعده أو قول ليت ... على لهف وما شفع كوتر
فلم يجبه بنو أسد بشيء. فسار شهاب بن أبي ذؤيب مع أخوته يريدون بني طابخة - وكان بني أبي ذؤيب عشرة شهاب والحارث وزهير والأزهر والأزور وعمرو وعامر وسالم والقسور وسهيل - ركبوا خيلهم في درعهم ومغافرهم حتى بلغوا موضعاً يقال له ذات الهجال من أرض بني أسد فغشيهم الليل فنزلوا وهم في حزن من الأرض، وهم نازلون إلى أن أقبل قانص من بني أسد ومعه كلاب له وهو سباق بن سابق بن بكر ابن أخي عمرو بن بكر، وقد أرسل سباق الأسدي كلابه على ظبي والكلاب في طلبه. فلما مر بين أيديهم رموه بالنبل فعقروا الظبي
وأصاب سهم كلباً من كلاب سباق الأسدي فقتله - فأتى الأسدي فأصاب كلبه مقتولاً فأغلظ على بني أبي ذؤيب - فقال له شهاب بن ابي ذؤيب: يا سباق أردنا الظبي والسهم يخطئ ويصيب، فتمادى الأسدي في غضبه وبطش علي الأزور بن ذؤيب فضربه بالسيف فألقى إليه المجن وضربه الأزور بالقوس فشجه في رأسه فولى ودمه يهطل على وجهه فسار حتى