للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هجم على بني عمه عمرو بن بكر وهم على خمر لهم وميسر، فقال لهم: أترضون بالذل وتقرون للضيم، أما والله ما أعلم أذل من قوم أتى ناديهم بنو أبي ذؤيب فضامومهم فألهبهم حمية وأسعرهم لهباً - فركب بنو عمرو ابن بكر واستنفروا بني أسد وأجابوهم وساروا يأخذون على بني أبي ذؤيب الشعاب ليلاً وبنو أبي ذؤيب لايدرون بذلك. فلما أصبح نهضوا إليهم فنقر من بين أيديهم ظبي أعضب فمر عليهم وهجم في غيضه اثل وضال، ثم ظهر إليهم جمل أجرب عليه رجل أعور، فقال شهاب بن أبي ذؤيب - وكان زاجراً شاعراً -: اركبوا فإن هذا ظبي أعضب عضب أمركم، وجمل أجرب جرب دهركم، ورجل منقوص مقص جمعكم، وسلك الظبي أثلاً وضالا يمر يومكم ويشوك جمع آتاكم وقال شعراً:

قل لركب السرى بذات الهجال ... احذروا من مصارع الآجال

أيها النائمون هبوا فهذا ... أعضب بارح بأثل وضال

زجر الزاجر المترجم أمراً ... روعة الظبي عيلة الاقيال

ورأى أثله من الخطب مرا ... وشبا ضاله صدور العوالي

إنني والذي يحج له النا ... س حليف الهموم والأوجال

يا تراث الأيام لا تأمنوها ... واحذروا مكرها وصرف الليالي

وخذوا من أخي التجارب نصحا ... وأفيقوا من نومة الجهال

اركبوا مسرعين حتى وإلا ... صرتم بعدها كقيل وقال

ثم آتاهم بنو أسد بالعدد وتداعى عليهم بنو أسد وعطف عليهم شهاب

<<  <   >  >>