للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاجتكم وتغيثون به قومكم. قالوا: وما ذاك؟ قال: تؤمنون بنبيكم هود عليه السلام تؤمنون بربكم فذلكم خير لكم. قال: فكرهوا قوله وردوا النصيحة. قال معاوية: فهل قيل في ذلك شعر؟ قال عبيد: نعم. قال في ذلك أبو جلهمة:

أبا سعيد كأنك من قبيل ... سوى عاد وأمك من ثمود

أتأمرنا لنترك دين وفد ... ورمل وآل صد والعنود

أنترك دين أقوام كرام ... ذوي حسب ونتبع دين هود

وإنا لا نعطيك ما حيينا ... ولسنا فاعلمن على عهود

قال: فغضب من ذلك رجل من الوفد من قوم أبي سعيد فأجابه:

فمرثد مخ عاد في ذراها ... وأنت لساقط وغد كنود

نماه يا زنيم إلى المعالي ... من أخوال وأعمام صمود

وأفضل قوم عاد بعد هود ... وخيرهم الكريم أبو سعيد

قال معاوية: فما فعل الوفد يا عبيد؟ قال: إن الوفد لما أرادوا المسير إلى الكعبة سألوا بكراً وابنه أن يحبسا أبا سعيد ففعلا وكلماه في ذلك. فقال: نعم. ووقف عنهم هو ولقمان بن عاد، ومضى سائر الوفد إلى البيت يتقدمهم قيل بن عنز وصف الوفد حوله ولاذ بالكعبة ودعا وتضرع فسمع منادياً ينادي من السماء يقول: يا قيل بن عنز ما جئت تطلب فاسأل تعط، فقال: جئت أطلب القطر الذي

ينبت الشجر ويكثر الثمر ويحيي به البشر ويصلح به قومي وبلادي. قال: فأنشأ الله ثلاث سحابات بيضاء وحمراء وسوداء، ثم قيل له: اختر أيها شئت، قال: أما البيضاء فجهام ليس فيها مطر ولا لغيثها روي، وأما الحمراء فجهام غير أتى الذي ينفي

<<  <   >  >>