للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السراء ويأتي بالضراء ولا حاجة لنا فيها، وأما السوداء فكثيرة الماء والروي معقبة لرخاء مبلغة المنى غائطة الأعداء وقد اخترتها لقومي وبلادي. فناداه المنادي رماداً أرمد لا يبقى من عاد بن عوص أحداً لا والدً ولا ولداً إلا القبيل الأبعد.

قال معاوية: لله أنت من يعني بقوله إلا القبيل إلا بعد. قال: من ولد عملوق بن لاوذ وهي أخت بكر بن معاوية - يعني هزيلة بنت هزيل العمليقة - وهي أخت بكر بن معاوية، وهي زوجة أبي سعيد المؤمن؟ وقد بلغني يا معاوية أن هزيلة كانت امرأة فاضلة في عقلها وأدبها وكانت محبة لهود عليه السلام وأصحابه وتلطف بهم وتوسع عليهم في مالها وكانت كثيرة المال. وقد كان الإسلام وقع في قلبها وهي تكتم ذلك في قومها فنجاها الله من العذاب وولدها وانصرف وفد عاد إلى منزلهم عند بكر بن معاوية فرحين مسرورين أنهم قد أصابوا الغيث. ولما رجعوا انطلق أبو سعيد المؤمن ولقمان إلى البيت العتيق، فقدم أبو سعيد المؤمن إلى البيت فلاذ بالكعبة ودعا وتضرع وقال: رب إني جئتك في حاجتي فأعطني سؤالي، فسمع مناد من السماء يقول: يا أبا سعيد بن مرثد ما جئت تطلب سل تعط؟ قال: جئت أطلب البر والتقوى، فنودي: إلا قد أوتيتهما ولك بهما الفضل الكبير.

قال معاوية: أقيل في ذلك شعراً؟ قال عبيد: نعم يا معاوية. قد قالت العرب في ذلك أشعاراً فإن أحببت انشدتكها وإن شئت في آخر الحديث فإنه أصلح لحديثك. قال معاوية: سمعنيها في آخر الحديث فهو أحسن. قال: ثم تقدم لقمان بن عاد

فلاذ بالكعبة ودعا وتضرع وقال: اللهم إني لم آتك وافداً إلا لنفسي فأعطني سؤالي، فسمع منادياً من السماء يقول:

<<  <   >  >>