للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأخبرهم بما عنده لمن عبد الله من الفضل الكبير الدائم وبما عنده عز وجل لأوليائه، فلم يتبعه إلا القليل المستضعفون في الأرض، فلما طار عليهم دعاؤهم إياهم، اجتمع إليه ذات يوم أشرافهم وذو القوة منهم وذو الرأي منهم. فقالوا: يا صالح قد أكثرت علينا الدعاء وخوفتنا العذاب وأنت بشر مثلنا وذكرت لنا ان الله أرسلك إلينا، ونحن نحب أن تأتينا بآية وترينا آية نعتبر بها ويكون ذلك مصدقا لقولك لعلنا أن نتبعك، وذلك قول الله عز وجل {ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين}. فقال لهم صالح: أين تريدون؟ قالوا: تخرج معنا في عيدنا فما سألناك من شيء أو طلبناك فعلته لنا. قال صالح: فإذا فعلت ذلك لكم وفعله لي ربي ما الذي تفعلون أنتم لربكم ولي؟ قالوا: نعبد ألهك ونؤمن به ونتبعك، فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق في ذلك وتأكد عليهم أشد تأكيد. وكان لثمود عيد من كل سنة يخرجون فيه إلى بعض نزهاتهم بأوديتهم فيخرجون بالخمر والطعام والاجزار ويخرجون معهم أصنامهم التي يعبدونها من دون الله تعالى فيذبحون لها الذبائح ويقربون لها القرابين ويقيمون هناك أياماً يأكلون ويشربون ويلعبون وتضرب لهم القيان بالدفوف والمعازف ويجتمعون لذلك العيد من قراهم كلها في ذلك الموضع لذلك اليوم - وكان رأس ثمود من أشرافهم وسادتهم، يقال له جندع بن عمرو بن خراش بن الدميل بن عاد بن ثمود، وهو صاحب أمرهم والمطاع فيهم وكان معه أشراف منهم ريان بن صمغة بن خليفة بن خراش وهو كاهنهم وذؤاب بن عمرو

بن لبيد بن خراش - وهو صاحب أوثانهم والجناب وشهاب ابنا خليفة ابن عمرو ولبيد بن خراش وهو صاحب حربهم وبأسهم، وهؤلاء أهل بيت واحد ومعهم أشراف من بني غنم وعبيد بن ثمود ليسوا بدونهم في الشرف والعز، فخرجوا في عيدهم بزينتهم ولهوهم وما احتاجوا إليه من

<<  <   >  >>