للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عجوز فاسقة ملعونة يقال لها أم غنم وهي عنيزة أم غنم بن المختار - وهي من بني عبيد بن المهل وهي العجوز الملعونة التي ابتليت بها ثمود - فكانت تحت ابن

عمرو زوجة له، وكانت ذات ماشية كثيرة من ابل وغنم وبقر فألقى الله بغض الناقة في قلبها لحال ماشيتها، وكانت لها بنات حسان منهن الرباب التي كانت أجمل نساء العرب في زمانها، وكانت لها أخت من نساء أشراف ثمود - يقال لها الصدوف ابنة المحيا بن زهير بن المحيا سيد بني زهير وصاحب كهانتهم وأوثانهم في زمانهم الأول - وكان واديهم يقال له (وادي المحيا) وكانت صدوف ذات جمال وكمال ومال كثير واسع من ابل وبقر وغنم، وكانت هي وعنيزة متواخيتين ملعونتين، وهما كانتا من السباب التي قدر الله عز وجل نقمة لثمود وكانتا من اشد نساء ثمود بغضاً لصالح والناقة، وكانتا تحبان عقر الناقة لمكان ماشيتهما، وكانت صدوف تحت رجل - يقال له ضيم - قد أسلم مع صالح وحسن إسلامه، وكانت الصدوف قد فوضته في مالها كما تفوض المرأة زوجها، فكان ضيم ينفقه على من أسلم مع صالح من اتبعه يريد بذلك وجه الله. فلم يزل على ذلك حتى رق المال في يده واطلعت صدوف على إسلامه وما يفعل بالمال فشق ذلك عليها ولامته وعاتبته على فعله. فلما أكثرت عليه أظهر لها إسلامه ودعاها إلى الإسلام ورغبها فيه، فأبت عليه وأظهرت له الشناءة وانتقلت إلى أهلها وأهل بيتها بني عبيد الذي هي منهم وأخذت بنيه وبناته فبعثتهم إلى بني عمها، فقال لها زوجها ضيم: ردي علي ولدي، قالت: لا أردهم حتى أناظرك إلى ضبعان أو مبدع ابني عبيد. فقال لها: لا أناظرك إلى بني مرداس، وذلك أن بني مرداس كانوا قد سارعوا إلى

<<  <   >  >>