للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام وأبطأ عنه الآخرون. قالت له الفاسقة: لا أناظرك إلا إلى من دعوتك إليه. فاستعان عليها ببني مرداس فقالوا لها: والله لئن لم تدفعي إليه ولده طائعة لتدفعنهم إليه كارهة ولنقومن من دزنه. فلما رأت الفاسقة ذلك علمت إنه لا طاقة لها ولا لرهطها ببني مرداس، فدفعت إلى ضيم ولده، فذكر ضيم أمر صدوف ومعاتبتها إياه على الإسلام وعلى المال فقال في ذلك شعراً يقول فيه:

تقول كان ضيم لا منبت له ... فقلت ذو رحم منه ومن زال

إن ابن أمي أغواه وأفسده ... فأهلك المال في أسباب أخوالي

فقلت ويحك إن الله بصرني ... دين الهدى فاشتريت الدين بالمال

وقلت حسبي بدين الله أبلغه ... في آل صالح إدباري وإقبالي

قال معاوية: لله أنت يا لبيد، وما يعني بقوله هذا: قال: يا معاوية. قوله ذو رحم مني ومن زال فكان زال آخاها لأبيها وأمها وهو زال بن المحيا قد اسلم مع صالح، ثم استقام على الهدى. وقوله أغواه وأفسده تقول إن آخاها أفسده زوجها وأغواه حتى أسلم وأفسد المال وهي الغوية لعنها الله ليس هما، وأما أخوالي فهو خال صدوف وخال أخيها ذلك وكان مسلماً، وكان ممن أنفق عليه ضيم فهلك في صيحة صالح عليه السلام وذلك قوله: افسد المال أسباب أخوالي، ثم أن الفاسقين لعنهما الله عنيزة وصدوف أجمع رأيهما على عقر ناقة صالح فأخذتا في المكر والحيل لأسباب الشقاء الذي حل بثمود فأتت الصدوف رجلاً من قومها - يقال له الجناب ابن خليفة من أشراف ثمود ومترفيها - فدعته إلى عقر الناقة وعرضت عليه نكاحها ومالها فأبى عليها ذلك ونزه نفسه عن طاعتها، فبعثت إلى

<<  <   >  >>