رجال ثمود وأشرافها تدعوهم إلى ذلك، فأبوا عليها حتى أتت ابن عم لها - فاسقاً فاجراً ملعوناً مقدماً على المكاره والشراب يقال له مصدع بن مهرج بن المحيا - فدعته إلى عقر الناقة، ونكاحها إن فعل فأجابها إلى ذلك لما رغب فيه من جمالها وكمالها وسعة مالها، ولما كتب الله سبحانه وتعالى عليهم وانطلقت عنيزة الفاسقة إلى أشراف ثمود ومترفيها تدعوهم إلى عقر الناقة وتبذل مالها وابنتها الرباب لمن يفعل لها ذلك، فلم تجد أحداً يتابعها على ما طلبت حتى أتت المدينة قرح - وهي المدينة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، فقال {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} - قال: فكلمت رجالهم حتى أتت إلى رجل
منهم يقال له - قدار بن سالف بن مليف بن جندع، وكان فاسقاً فاجراً ملعوناً جرياً على الله سبحانه وعلى المحارم والفواحش، وكان من صفته إنه كان أحمر أزرق أكسف ولد زنا - ويقال أن أمه باغية ملعونة، وكانت تفجر برجل من قومها - يقال له ضبعان بن عبيد - وكان قدار شبيهاً به، فكان قومه يقولون إنه ابنه، ولكنه ولد على فراش سالف فادعاه فالولد لضبعان والاسم لسالف وقدار هو الشقي الذي عقر الناقة وبه شقيت ثمود، وكان قدار - مع حاله هذه - مقدماً عزيزاً منيعاً في قومه.
وذكر محمد بن إسحاق في غير حديث عبيد بن شرية، قال محمد ابن إسحاق، حدثني هشام بن عروة بن الزبير في حديث زمعه بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى، إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم يخطب الناس على المنبر فذكر الله وذكر ناقة الله التي عقرت ثمود، والذي عقرها فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قام