للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول بنية الكندي لما ... عرفت بها الهوى واللهو نالا

أرى الملك الذي قد كان فينا ... يفيد رغائباً ويفيد مالا

ويعطي القينة الحسنا ويروى ... نداماه ويصطنع الثقالا

ويصبح في البطالة مستطيرا ... تحال به إذا وافى هلالا

يبدل بعد جدته شحوبا ... وأصبح شاؤه خلقاً مدالا

فقلت لها وقول الحق مما ... يميل لو عدلت به الجبالا

إلا اعتبري فإن الدهر غول ... خؤون العهد يلتهم الرجالا

أزال من الصانع ذا رياش ... وقد ملك السهولة والقلالا

وذو القرنين قد ملك المعالي ... وللرياش قد نصب الحبالا

وانشب في المخالب ذا مقار ... فارداه وسقاه الخبالا

وافرد ذا مقار وكان قدما ... يبالي في سرادقه الشمالا

وفجع كندة الأخيار طرا ... بعمرو واصطفى حجراً فزالا

فبينا المرء في الأحياء حي ... رماه الدهر عن جنب فمالا

وأزد شنوءة الأبطال أرخو لنا ... في العيش أهون اختيالا

فإن يك دار أهل الازد زالت ... فكل الناس ينتظر الزوالا

فإن تهلك شنوءة في كسيري ... فإن هناك في غسان خالا

بعزهم عززت وإن يذلوا ... فذلهم أبا لك قد أنالا

جزى الله السموأل يوم تيما ... ومن شهد الوثيقة والمقالا

وأصحاب العهود بني غنى ... وعمرو الخير من يجري النوالا

قال معاوية: يا عبيد، ما كنا نظن هذا الشعر إلا لذي نواس! قال: يا أمير المؤمنين قرب هذا وبعد الآخر، وكان اسم هذا أهون على الرواة. فأما القول: فوالذي بعث محمداً، لقد رويت هذا الشعر وإن ذا نواس لغلام

<<  <   >  >>