للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنفسك، إنك تريد عدواً كلباً، فقال عمر: إنص أبادر بجهاز العدو موت العباس ابن عبد المطلب إنكم لو فقدتم العباس لينقض بكم الشر - فانظر حب الفاروق لأهل بيت النبي وخاصة لعمه - كما ينتقض الحبل" (١).

فشخص عمر إلى الشام.

"وإن علياً عليه السلام هو كان المستخلف على المدينة" (٢).

هذا ولقد ذكر المؤرخون أن الفاروق رضي الله عنه أناب المرتضى رضي الله عنه ثلاث مرات في الحكم وعلى عاصمة المؤمنين سنة ١٤ من الهجرة عندما أراد غزو العراق بنفسه. وسنة ١٥ عند شخوصه لقتال الروم" (٣).

وعند خروجه إلى أيلة سنة ١٧ من الهجرة" (٤).

ولأجل ذلك قال علي رضي الله عنه لما عزموا على بيعته: أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً" (٥).

يشير بذلك إلى وزارته أيام الصديق وخاصة عصر الفاروق رضي الله عنهم.

ولأجل ذلك كان يقاتل هو وبنوه وأهله وذووه تحت رايته، ويقبلون منه الغنائم والهدايا والجواري والسبايا، ولو لم يكن خلافته حقاً لما كان القتال تحت رايته جهاداً، ولم يكن الجواري والإماء جوارياً وإماءً، ولم يجز قبولها والتمتع بها، وقد ثبت هذا كله كما ذكرناه سابقاً، وكما روى الشيعة أن حسن بن علي سبط رسول الله عليه الصلاة والسلام قاتل تحت لواء الفاروق، وجاهد أيام خلافته وتحت توجيهاته وإرشاداته في الجيش الذي أرسل إلى غزو إيران


(١) "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج٢ جزء ٨ ص٣٧٠
(٢) "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج٢ جزء ٨ ص٣٧٠
(٣) البداية والنهاية لابن كثي ج٧ ص٣٥ وص٥٥ ط بيروت، أيضاً "الطبري" ج٤ ص٨٣، وص١٥٩ ط بيروت
(٤) الطبري
(٥) نهج البلاغة ص١٣٦ تحقيق صبحي

<<  <   >  >>