للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه وسلم -: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أطفت بالبيت؟ فقال: ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يطف به، ثم ذكر القصة وما فيها" (١).

وهل هناك إطاعة فوق هذه الطاعة بأن شخصاً يدخل الحرم ولا يطوف بالبيت لأن سيده ومولاه رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يطف به.

وذكر مثل ذلك المجلسي في كتابه "حياة القلوب" قال: لما وصل الخبر إلى رسول الله بأن عثمان قتله المشركون. قال الرسول: لا أتحرك من ههنا إلا بعد قتال من قتلوا عثمان فاتكأ بالشجرة، وأخذ البيعة (٢) لعثمان، ثم ذكر القصة بتمامها" (٣).

فهذا هو الإمام الشهيد المظلوم الثالث رضي الله عنه وأرضاه.

[مبايعة علي له]

وكان علي يرى صحة إمامته وخلافته لاجتماع المهاجرين والأنصار عليه، وكان يعد خلافته من الله رضى، ولم يكن لأحد الخيار أن يرد بيعته بعد ذلك، أو ينكر إمامته حاضراً كان أم غائباً كما قال في إحدى خطاباته رداً على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: إنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى" (٤).


(١) "كتاب الروضة من الكافي" ج٨ ص٣٢٥، ٣٢٦
(٢) هنالك وآنذاك نزلت الآية {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً مبيناً} (السورة التح الآية١٨) وأيضاً {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} (الآية١٠)
(٣) "حياة القلوب" ج٢ ص٤٢٤ ط طهران
(٤) "نهج البلاغة" ص٣٦٨ تحقيق صبحي

<<  <   >  >>