للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليجة ضال مشرك" (١).

وقد نقلوا من أئمتهم "أبى الله عز وجل أن يتولى قوم قوماً يخالفونهم في أعمالهم معهم يوم القيامة، كلا ورب الكعبة" (٢).

فالمفروض من القوم الذين يدعون موالاة علي وبنيه أن يتبعوه وأولاده في آرائهم ومعتقداتهم في أصحاب النبي ورفقائه، وخاصة في صاحبه في الغار، الذي نقلنا فيه كلام سيد أهل البيت أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه، ورأيه وعقيدته التي نقلوها في كتبهم هم، وبعباراتهم أنفسهم، التي ذكرناها آنفا، وكما نحن ذاكرين آراء بقية أهل البيت فيه إن شاء الله.

[رأى أهل البيت النبي في الصديق]

فإن ابن عباس هو ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وابن عم علي، وكان أحد عماله الذي قال فيه الجعفر بن باقر: إن ابن عباس لما مات وأخرج خرج من كفنه طير أبيض يطير، ينظرون إليه يطير نحو السماء حتى غاب عنهم فقال (يعنى جعفر) وكان أبي يحبه حباً شديداً" (٣).

ويقول عنه المفيد (٤): كان أمير المؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند


(١) "فرق الشيعة للنوبختي" ص٤١ ط النجف ١٩٥١م، و"تفسير القمي" ج١ ١٥٦ نجف ط تحت آية {إن الذين آمنوا ثم كفروا}
(٢) "كتاب الروضة من الكافي" للكليني ج٨ ص٢٥٤
(٣) "رجال الكشي" تحت عنوان عبد الله بن عباس ص٥٥ ط كربلاء
(٤) هو محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي، ولد سنة ٣٣٨، ومات في بغداد سنة ٤١٣، وصلى عليه السيد المرتضى، واشتهر بالمفيد، "لأن الغائب المهدي لقبه به" - كما يزعمون - (معالم العلماء ص١٠١).
"وكان من أجلّ مشائخ الشيعة، ورئيسهم وأستاذهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية، أوثق أهل زمانه وأعلمهم، انتهت رياسة الإمامية في وقته .. له قريب من مائتي مصنف كبار وصغار" ("روضات الجنات" ج٦ ص١٥٣).
ويقولون: إن إمام العصر (الغائب المزعوم) خاطبه في كتابه بالأخ السديد، والمولى الرشيد "أيها المولى المخلص في ودنا، الناصر لنا، وملهم الحق ودليله، العبد الصالح، الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق" (مقدمة الإرشاد ص٤)

<<  <   >  >>