للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى ذلك كان ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عباس يقول: رحم الله أبا عمرو (عثمان بن عفان) كان والله أكرم الحفدة وأفضل البررة، هجاداً بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهاضاً عند كل مكرمة، سباقاً إلى كل منحة، حبيباً، أبياً، وفياً: صاحب جيش العسرة، ختن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (١).

هذا وقد أشهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن أشهده على زواج علي من فاطمة كما يروون عن أنس أنه قال عليه الصلاة والسلام: انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان ... .. وبعددهم من الأنصار، قال: فانطلقت فدعوتهم له، فلما أن أخذوا مجالسهم قال ... .. إني أشهدكم أنى قد زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال من فضة (٢).

وكفى لعلي فخراً بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجه إحدى بناته فاطمة، وأدخله بذلك في أصهاره وأرحامه، وهذا الذي جعل الشيعة يقولون بأفضلية علي وإمامته وخلافته بعده، فكيف إذا زوج ابنتين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي زوجه بنتاً بعد بنت؟.

وكفى لعثمان فخراً بأنه كان هو المنفق على هذا الزواج، والمهيئ له الأسباب، وأحد الشهود عليه، كما أنه يكفيه فخراً بأنه لم ينل في الدنيا أحد مثل ما ناله هو من الشرف والمكانة حيث تزوج من إبنتي نبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يوجد له شبيه ونظير في مثل ذلك، لأن عثمان تزوج بنته رقية بمكة، وأيضاً بأمر من الله سبحانه تعالى لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

وبعد وفاتها زوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنها كما يقر ويعترف بذلك علماء الشيعة أيضاً، فها هو المجلسي - وهو الشيعي المتعصب


(١) "تاريخ المسعودي" ج٣ ص٥١ ط مصر، أيضاً "ناسخ التواريخ" للمرزه محمد تقي ج٥ ص١٤٤ ط طهران
(٢) "كشف الغمة" ج١ ص٣٥٨، أيضاً "المناقب" للخوارزمي ص٢٥٢، و"بحار الأنوار" للمجلسي ج١٠ ص٣٨

<<  <   >  >>