للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتزلزلت يوماً فركضها حتى سكنت كما يكذب الصافي:

"عن فاطمة عليها السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام، فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب علي عليه السلام فخرج عليهم غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس حتى انتهوا إلى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم علي: كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ فحرّك شفتيه وضرب بيده الشريفة، ثم قال: مالك اسكني، فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم الأول حيث خرج إليهم، قال لهم: فإنكم تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم! قال أنا الرجل الذي قال الله: {إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها}: فأنا الإنسان الذي يقول لها: مالك، {يومئذ تحدث أخبارها} إياي تحدث" (١).

وأكثر من ذلك، أنه صرع إبليس يوماً بقوته الجبارة كما رواه ابن بابويه القمي في "عيون أخبار الرضا" (٢).

هذا ومثل هذا كثير.

وما دمنا بدأنا في هذا نريد أن نكمل البحث بإيراد حكاية باطلة غريبة تدل على أكاذيب القوم وأساطيرهم التي نسجوها، وبنوا عليها مذهبهم، وأسسوا عليها عقائدهم، وهي منقولة من "كتاب الأنوار النعمانية" للسيد نعمة الله الجزائري (٣) فإنه يقول:


(١) "الصافي" ص٥٧١
(٢) ج٢ ص٧٢
(٣) هو نعمة الله بن عبد الله الحسيني الجزائري "كان من أعاظم علمائنا المتأخرين، وأفاخم فضلائنا المتبحرين، صاحب قلب سليم ووجه وسيم وطبع مستقيم، وله الكتاب "الأنوار النعمانية" المشتمل على ما كان من ثمر عمر جيداً .. وقال الحر العاملي: فاضل، عالم، محقق، علامة، جليل القدر، مات سنة ١١١٢هـ‍وه من تلاميذ المجلسي" (روضات الجنات للخوانساري ج٨ ص١٥٠ وما بعد)

<<  <   >  >>