للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللعنة، ولقد جئت أنت وأبوك إن كان أبوك أول من يظلمه وأنت أول من يقاتله غيري؟ " (١).

ويقول: إن جعفراً سئل "ما بال أمير المؤمنين (ع) لم يقاتل فلاناً وفلاناً وفلاناً؟ قال: لآية في كتاب الله عز وجل {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}، قبل: وما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين" (٢).

وزاد "لم لم يجاهد أعدائه خمساً وعشرين سنة بعد رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) ثم جاهد في أيام ولايته؟ لأنه اقتدى برسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوة وبالمدينة تسعة عشر شهراً، وذلك لقلة أعوانه عليهم، وكذلك علي عليه السلام (٣) ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم" (٤).

فانظر إلى الأساطير كيف نسجت، والقصص كيف اخترعت، ولا يشبع من تسميتهم بأئمة الضلالة والجور والدعاة إلى النار، بل يزداد في غلوائه وتعديه على الخلفاء الراشدين، ويشبههم بمشركي مكة أعداء رسول الله وخصوم دينه.

نعم! يشبه هؤلاء البررة الأخيار، حملة راية الله، مبلغي كلمة الله، وناشري دين الله، أحباء رسول الله ومحبيه، الذين في عصورهم وعهودهم وأيامهم تحققت مبشرات رسول الله ونبوءاته التي جعلها آية صدق على نبوة نبيه ورسوله


(١) "كتاب الخصال" ج٢ ص٥٥٦
(٢) "علل الشرائع" لابن بابويه ص١٤٧ ط نجف
(٣) ومن الغرائب أن القوم لا يذكرون أسماء واحد من أئمتهم إلا ويعقبونها بالكلمة الكاملة "عليه السلام أو عليهم السلام" في وقت يجردون اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أحياناً، وأحياناً يكتفون بذكر حرف "ص" فقط، وهذا يدل على معتقد القوم تجاه أئمتهم وتجاه النبي عليه الصلاة والسلام
(٤) "علل الشرائع" ص١٤٧

<<  <   >  >>