للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد ذكرنا بعض العبارات من بعضها، وها نحن نلقي نظرة عابرة على البعض الآخر.

فمن كتب الشيعة في الحديث والرجال كتاب هام وقديم باسم "معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين" لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (١) والذي يعرف برجال الكشي، وهذا الكتاب له ميزة أخرى حيث ذكروا أن شيخ الطائفة أبا جعفر الطوسي الذي أدرج كتاباه "الاستبصار" و "التهذيب" في الصحاح الأربعة الشيعية هو الذي لخصه ورتبه، وبهذا يصير هذا الكتاب لشخصين، لمحدثهم وكبيرهم في الرجال ومعولهم وسندهم وحجتهم الكشي، ولإمامهم وشيخهم شيخ الطائفة الطوسي.

فمن هذا الكتاب نورد بعض الروايات التي تنبئ عن خرافات القوم وسخافاتهم، وعن حسدهم وبغضهم هؤلاء الأخيار، صحابة النبي المختار - صلى الله عليه وسلم -، خلفاءه الراشدين، ونوابه المهديين، رضوان الله عليهم أجمعين.

يكتبون فيه:

"إن محمد بن أبي بكر بايع علياً عليه السلام من البراءة من أبيه" (٢).

وأيضاً أنه قال لعلي: أشهد أنك إمام مفترض طاعتك وإن أبي في النار" (٣).


(١) قال عنه القمي: هو الشيخ الجليل المتقدم أبو عمرو، قال الشيخ طوسي: إنه ثقة، بصير بالأخبار والرجال، حسن الاعتقاد صحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه، وداره كان مرتعاً للشيعة وأهل العلم. . . . ويظهر من معالم العلماء أن اسم كتابه "معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين" (ع) واختصره شيخ الطائفة وسماه ابختيار الرجال وصرح جماعة من أئمة الفن أن الموجود المتداول من عصر العلامة إلى وقتنا هذا هو اختيار الشيخ، والكشي نسبة إلى الكش من بلاد ما وراه النهر" (الكنى والألقاب) ج٣ ص٩٤، ٩٥. وكان من مواليد القرن الرابع من الهجرة وتوفي فيه
(٢) "رجال الكشي" تحت ترجمة محمد بن أبي بكر ص٦١ ص كربلاء
(٣) "رجال الكشي" تحت ترجمة محمد بن أبي بكر ص٦١ ط كربلاء

<<  <   >  >>