للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمور عند الله، وقد فتح باب الحرب بينكم وبين أهل القبلة" (١).

بل وأكثر من ذلك يجعلهم مساوين له في الإيمان بالله والتصديق بالرسول، وأيضاً يعلن براءته من دم عثمان بن عفان رضي الله عنه فيكتب إلى أهل الأمصار يقصّ فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين:

وكان بدأ أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان، ونحن منه براء (٢)، فقلنا: تعالوا الخ (٣).

فانظر إلى علي رضي الله عنه كم كان عادلاً ومنصفاً،

وانظر إلى القوم كم بعدوا عنه وعن الحق في القول والعمل؟

فهذا هو علي رضي الله تعالى عنه وموقفه من أعدى أعداء الناس بالنسبة له.

فكيف يكون موقفه وموقف أهل بيته من أحب الناس إليه وإليهم خلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفاقه، الذين أحبوا أهل البيت، وأهل البيت بادلوهم الكيل بالكيلين والصاع بالصاعين، وتجاه أمهات المؤمنين اللاتي هن أمهاتهم هم أولاً وأصلاً.

ونختم القول في هذا الباب بأن علياً وأهل بيته هل كانوا مؤمنين أم لا؟

فإن كانوا مؤمنين ولا شك في ذلك - فهم داخلون في قول الله عز وجل:


(١) "نهج البلاغة" ص٢٤٨
(٢) وما أدري مع هذا كيف اجترأ المجلسي وهو يدعي موالاة أهل البيت واتباع مذهبهم أن يقول: إن أمير المؤمنين علياً يبيح قتله، ولم يكن يرى منه بأساً مع قول عليّ هذا؟ ثم وأكثر من ذلك أن "نهج البلاغة" مليء من أقوال إمامه المعصوم الأول الذي يعده بأنه لا يخطئ - من أقواله هو بأنه بريء من قتل عثمان وقتلته، ومن طالع نهج البلاغة أو قرأه يشهد على ذلك، ولكن من للقوم؟ فإن الحسد أكل قلوبهم، وأعمى أبصارهم، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور
(٣) "نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص٤٤٨

<<  <   >  >>