للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أوصاف الله عز وجل أنه {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض} (١).

وأنه أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: {لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله} (٢).

وأما القوم فلم يكتفوا على أن يثبتوا الصفات الربانية المختصة بمقامه وشأنه جل وعلا لعلي رضي الله عنه مخالفين كتاب الله وتعاليم رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل أثبتوها لأئمتهم جميعاً، فلقد بوب الكليني باباً مستقلاً "إن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم الشيء".

ثم نقل عن جعفر الصادق - وهو يكذب عليه - أنه قال: إني أعلم ما في السماوات والأرض وأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون.

كما كذبوا على أبيه محمد الباقر أنه قال: لا يكون والله عالم جاهلاً أبداً، عالما بشيء، جاهلاً بشيء، ثم قال: الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه، ثم قال: لا يحجب ذلك عنه" (٣).

وكذبوا على أبي الحسن أنه كان جالساً وعنده إسحاق بن عمار، فدخل عليه رجل من الشيعة، فقال له:

يا فلان! جدد التوبة وأحدث العبادة، فإنه لم يبق من عمرك إلا شهر، قال إسحاق: فقلت في نفسي: واعجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال الشيعة أو قال: آجالنا، قال: فالتفت إلي مغضباً - لأنه عرف ما اختلج في صدره - وقال: يا إسحاق وما تنكر من ذلك ... يا إسحاق أما أنه يتشتت أهل بيتك


(١) سورة سبأ الآية٣
(٢) سورة النمل الآية٦٥
(٣) "الأصول من الكافي" ج١ ص٢٦٢

<<  <   >  >>