للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: إن جبرئيل (ع) أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها، فتحولت ماء في صلبي، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فأنا أشتم بها رائحة الجنة" (١).

ولما كانت فاطمة هكذا لا بد أن يكون علي مثلها في ذلك:

فاختلقوا في علي وولادته قصة تشابهها، ولقد أورد الفتال (٢) في كتابه أن أبا طالب "أتي بطبق من فواكه الجنة رطبة ورمان، فتناول أبو طالب منه رمانة ونهض فرحاً من ساعته حتى رجع إلى منزله فأكلها فتحولت ماء في صلبه، فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي" (٣).

ومنها أيضاً ما افتراه صدقوهم على جعفر أنه سئل:

"لم لم يبق لرسول (- صلى الله عليه وسلم -) ولد؟ قال: لأن الله خلق محمداً (- صلى الله عليه وسلم -) نبياً وعلياً عليه السلام وصياً فلو كان لرسول الله ولد من بعده لكان أولى برسول الله من أمير المؤمنين فكانت لا تثبت وصية لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام" (٤).

وما دام القوم بدؤوا في الاختراعات والافتراءات فلهم أن يبلغوا ذروتها فكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقت الحلقة على الصفيحة طنت وقالت: يا علي" (٥).


(١) "علل الشرائع" ج١ ص١٨٣
(٢) هو محمد بن الحسن بن علي الفتال النيسابوري، الفارسي، قال القمي: الحافظ الواعظ، صاحب كتاب "روضة الواعظين"، كان من علماء المائة السادسة، ومن مشائخ ابن شهر آسوب" (الكنى والألقاب ج٣ ص٩).
قال الحلي: متكلم جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور" (رجال الحلي ص٢٩٥ سنة ٥٠٨)
(٣) "روضة الواعظين" للفتال ج١ ص٨٧ ط قم إيران
(٤) "علل الشرائع" ج١ ص١٣١ ط نجف
(٥) "روضة الواعظين" ج١ ص١١١

<<  <   >  >>