للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن" (١).

هذا ولقد سردنا الروايات، ونقلناها من كتب القوم أنفسهم عن محمد رسول الله إمام الكونين ورسول الثقلين فداه أبواي وروحي - صلى الله عليه وسلم -، وعن علي بن أبى طالب رضي الله عنه - الإمام الأول المعصوم إلى الإمام الأخير الظاهر حسب زعمهم - وإكمالاً للبحث، وإتماماً للفائدة نريد أن نروي ههنا روايتين آخرين نقلت من أهل بيت علي أيضاً ومن كتب القوم أنفسهم.

فالأولى من زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب شقيق محمد الباقر وعم جعفر الصادق الذي قيل فيه: كان حليف القرآن" (٢).

"واعتقد كثير من الشيعة فيه بالإمامة، وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف" (٣).

ويقول أبو الفرج الأصفهاني الشيعي (٤). نقلاً عن الأشناني عن عبد الله بن


(١) "تفسير الحسن العسكري" ص١٦٤، ١٦٥ ط إيران
(٢) "الإرشاد" للمفيد ص٢٦٨ تحت عنوان "ذكر أخوته" - أي الباقر -
(٣) "الإرشاد" للمفيد ص٢٦٨
(٤) هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد ولد بأصفهان سنة ٢٨٤ ثم انتقل إلى بغداد، ونشأ فيها وترعرع، وبلغ المناصب، مات سنة ٣٥٦، وصار مقرباً محبباً إلى بني بويه، ولعل من أسباب تلك الحظوة اتفاقهم في التشيع، وله مصنفات كثيرة مشهورة في الأدب والشعر، ومن أشهرها "الأغاني" و"مقاتل الطالبين" ذكره محسن الأمين في طبقات الشعراء من الشيعة وفي طبقات المؤرخين. (أعيان الشيعة ج١ ص١٧٥)

<<  <   >  >>