للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأنصار فجمعهم ثم رقي درجة من المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: معاشر الناس إن جبرئيل أتاني آنفا وأخبرني عن ربي عز وجل أنه جمع ملائكته عند البيت المعمور، وكان أشهدهم جميعاً أنه زوج أمته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن أبى طالب، وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك" (١).

ويكشف النقاب عن الشهود الأربلي في كتابه "كشف الغمة" حيث يروي: "عن أنس أنه قال كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فغشيه الوحى، فلما أفاق قال لي: يا أنس! أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: أمرني أن أزوج فاطمة من علي، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وطلحة والزبير وبعددهم من الأنصار، قال: فانطلقت فدعوتهم له، فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن حمد الله وأثنى عليه ثم إني أشهدكم أني زوجت فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضة" (٢).

هذا ولما ولد لهما الحسن كان أبو بكر الصديق، الرفيق الجد الحسن في الغار والصديق لوالده علي، والمساعد القائم بأعباء زواجه كان يحمله على عاتقه، ويداعبه ويلاعبه ويقول: بأبي شبيه بالنبي غير شبيه بعلي" (٣):

وبنفس القول تمسكت فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها (٤).

وكانت العلاقات وطيدة إلى حد أن زوجة أبى بكر أسماء بنت عميس هي


(١) "المناقب" للخوارزمي ص٢٥١، ٢٥٢، أيضاً "كشف الغمة ج١ ص٣٥٨، أيضاً "بحار الأنوار" للمجلسي ج١٠ ص٣٨، ٣٩، أيضاً جلاء العيون" ج١ ص١٨٤
(٢) "كشف الغمة" ج١ ص٣٤٨، ٣٤٩ ط تبريز، "بحار الأنوار" ج١ ص٤٧، ٤٨
(٣) "تاريخ اليعقوبي" ج٢ ص١١٧
(٤) انظر لذلك "تاريخ اليعقوبي" ج٢ ص١١٧

<<  <   >  >>