للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما نسوا تلك الروابط والعلائق كانت تربطهم مع الآخرين من الصديق، والفاروق، وذي النورين، ومعاوية خال المؤمنين، وغيرهم من أجلة صحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ورفاقه، ووزرائه، ومستشاريه، وتلامذته، ومريديه رضي الله عنهم أجمعين والمذكورة المحفوظة في كتبهم أيضاً.

والقارئ يرى العجائب الناطقة إن شاء الله في هذا الموضوع الذي لعله يكون فريداً في نوعه بهذه السعة والثبوت بتوفيق الله إياي، ومنّه. وكرمه، ويندهش بعد ما يرى دلائل الصدق تبدد غيوم الضغائن القديمة والأحقاد المتوارثة والجهل السائد الموروث من جيل إلى جيل باسم أهل البيت وعلى حسابهم، أهل البيت الذين كانوا هم أخلص المخلصين لرفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، والمتوادين، المتعاطفين، المتراحمين، المتحابين ما بينهم، المتزوجين منهم والمزوجين لهم.

ويرى القارئ أيضا كيف أخرجنا وأثبتنا كل هذا ووضعنا النقاط على الحروف من خلال كتبهم الكثيرة الكثيرة المعتمدة، ومن بين خفاياها وزواياها التي طالما غطوها، وغلفوها بغلافات كثيفة، كثيرة، وستروها وأخفوها عن العامة خوفاً من الفضيحة، وشكراً لله لم نحتج ولا إلى كتاب واحد لإثبات الحق وإبطال الباطل، وكشف النقاب عن وجه الحقيقة، وإماطة اللثام عن جبين الصدق، إلى كتاب واحد ولا إلى رواية واحدة ولو تاريخية غير روايات القوم وكتبهم، ولم يكن هذا إلا بمنّ الله علينا، حتى يكون أقطع للحجة وأثبت، وألزم للقوم وأفهم ولا يبقى أمامهم مجال للهرب، ولا للفرار، ولا لتأويل، ولا لتزوير.

فكُتُب القوم تشهد عليه، ورواياتهم تنطق ضدهم "ويوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" وأئمتهم يشهدون عليهم بأنهم خالفوهم في حياتهم، ويخالفونهم بعد وفاتهم، وهم أثبتوا بأنهم فعلا خالفوهم ولا زالوا يخالفونهم، يعملون ضد ما أمروا، ويتفوهون بما لم يؤمروا، ويعاندون من والوهم، ويسبون من صاهروهم ويشتمون من استشاروهم واستوزروهم،

<<  <   >  >>