للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرويه ابن الميثم (١) الشيعي في نهج البلاغة.

"إن أبا بكر قال لها: إن لك ما لأبيك، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ من فدك قوتكم، ويقسم الباقي ويحمل منه في سبيل الله، ولك على الله أن أصنع بها كما كان يصنع، فرضيت بذلك وأخذت العهد عليه به" (٢).

ومثل ذلك ذكر الدنبلي في شرحه "الدرة النجفية" (٣).

ولكن الشيعة لم يعجبهم بأن ترضى فاطمة بهذا القضاء بتلك السهولة، فسودوا صفحات وأوراقاً كثيرة، وكتبوا بخصوص ذلك كتباً عديدة ملئها الطعن والشتائم على أصحاب الرسول وتفكيرهم وتفسيقهم واتهامهم بالردة والخروج من الإسلام والظلم والجور على أهل البيت حيث أن أهل المعاملة والقضية لم يتكلموا، لا بقليل ولا بكثير كما نحن ذكرناه من الشيعة أنفسهم، بل وأكثر من ذلك نقل أئمة القوم


(١) هو كمال الدين مثيم بن على ميثم البحراني من مواليد القرن السابع من الهجرة "العالم الرباني، والفيلسوف، الحبر المحقق، والحكيم المتأله المدقق، جامع المعقول والمنقول، أستاذ الفضلاء الفحول، صاحب الشروح على نهج البلاغة، يروي عن المحقق الطوسي .. قيل: إن الخواجه نصير الدين الطوسي تلمذ على كمال الدين ميثم في الفقه، وتلمذ على الخواجه في الحكمة، توفي سنة ٦٧٩، وقبر في هلتا من قرى ماحوذ" (الكنى والألقاب ج١ ص٤١٩)، وهو الذي قال:
طلبت فنون العلم أبغي بها العلى ... فقصر بي عما سموت به القل
تبين لي أن المحاسن كلها ... فرع وأن المال فيها هو الأصل
"وله من المصنفات البديعة ما لم يسمع بها الزمان، ولم يظفر بها أحد من الأعيان" (روضات الجنات ج٧ ص٢١٨ وما بعد)
(٢) "شرح نهج البلاغة" لابن ميثم البحراني ج٥ ص١٠٧ ط طهران
(٣) ص٣٣١، ٣٣٢ ط إيران

<<  <   >  >>