للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فيقول ابن عباس: فسمعنا صوت أم كلثوم (بنت علي رضي الله عنه) واعمراه، وكان معها نسوة يبكين فارتج البيت بكاء، فقال عمر: ويل أم عمر إن الله لم يغفر لهم، فقلت: والله! إني لأرجو أن لا تراها إلا مقدار ما قال الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها}: إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين وسيد المسلمين تقضي بالكتاب وتقسم بالسوية، فأعجبه قولي، فاستوى جالساً فقال: أتشهد لي بهدايا ابن عباس؟ فكعكعت أي جبنت، فضرب عليّ عليه السلام بين كتفي وقال: اشهد، وفى رواية لم تجزع يا أمير المؤمنين؟ فوالله لقد كان إسلامك عزاً، وإمارتك فخراً، ولقد ملأت الأرض عدلاً، فقال: أتشهد لي بذلك يا ابن عباس! قال: فكأنه كره الشهادة فتوقف، فقال له علي عليه السلام: قل: نعم، وأنا معك، فقال: نعم" (١).

وأكثر من هذا أن علياً - وهو الإمام المعصوم الأول عند القوم - كان يؤمن بأنه من أهل الجنة لما سمعه من لسان خيرة خلق الله محمد المصطفى الصادق الأمين - صلى الله عليه وسلم -، ولأجل ذلك كان يتمنى بأن يلقى الله بالأعمال التي عملها الفاروق عمر رضي الله عنه في حياته، كما رواه كل من السيد مرتضى وأبو جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد.

لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم" (٢).

ووردت هذه الرواية في كتب السنة بتمامها في المستدرك للحاكم (٣)، مع "التلخيص" للذهبي "ومسند أحمد" مسندات علي "وطبقات ابن سعد" (٤)


(١) "ابن أبي الحديد" ج٣ ص١٤٦، ومثل هذا في "كتاب الآثار" ص٢٠٧، "سيرة عمر" لابن الجوزي ص١٩٣ ط مصر
(٢) "كتاب الشافي" لعلم الهدى ص١٧١، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج٢ ص٤٢٨ ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص١١٧ ط إيران
(٣) ج٣ ص٩٣
(٤) أحوال عمر ج٣ ص٢٦٩، ٢٧٠ ط ليدن

<<  <   >  >>