للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدمت عَلى الله يَسألني عَما كلفني وَلاَ يَسألني عَن أمورهم)).

وروي أنه قالَ: ((تلكَ دماء طهّرَ اللهُ مِنْها سناتنا (١) أفلاَ نطهر مِنها لسَاننا؟!)) (٢) وَفي روَاية قرأ تلك الآية (٣).

وَإنما بنيت هَذِهِ المسألة المعضِلة (٤) لمَا فيها مِن العَوارض المشكِلة المحتَاجَة إلى الأقِوالِ المفصَّلةِ، وَمما يَدُل عَلى عَدَم قطع الأفضَلِية مَا صَدرَ عَن عُمر في الشورَى، حَيثُ جَعَلَ الأمر لأحَدٍ مِنْ الستة، فإنه لو كَانَ أفضَلية عثُمان أو عَلي قطعيَّاً، لَكانَ تعين للخَلافةِ بالأولوية، مَع أنه يجوز صِحة الخلاَفة بشرائطها الشرعيّة في المفضول إجماعاً، خِلافاً لِطَائفةِ الشيعَة في أكاذيبهم الشنِيعَة.

وَمنها مَا [روي] (٥) عَن عَلي أيضاً قال: قال رَسِول الله صَلَّى اللَّهُ تَعَالى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا علي ألا أدلك عَلى عَمل إذَا فعلته كَنت مِن أهل الجنةِ - وَإنكَ مِن أهل الجنة - إنهُ سَيَكون بَعدِي أقوَامٌ يقال لهم الرافضَة، فإن أدركتهم فاقتلهُم فإنهم مُشركون وَقالَ عَلي: سَيَكونُ بَعْدَنا أقوامٌ ينتحلونَ مُودتنا تكونُونَ عَلينَا بارقة، وَآية ذلَك أنهم يَسبُّونَ أبَا بكر وعمر رضي الله عَنهما)) (٦) رَواهُ خثيمة بن سُليَمَان الطرابلسِي (٧) في (فَضائل الصحَابة)


(١) في (د): (سيئاتنا).
(٢) هذه الرواية مشهورة عن عمر بن عبد العزيز كما في حلية الأولياء: ٩/ ١١٤؛ التدوين في أخبار قزوين: ١/ ١٩٢. ولم أجدها منسوبة لأبي حنيفة.
(٣) في (د): (تلك أمة).
(٤) في (د): (المفصلة).
(٥) زيادة من (د).
(٦) الطبري، الرياض النظرة: ١/ ٣٦٣؛ الهندي، كنز العمال: ١١/ ٣٢٤.
(٧) أبو الحسن خثيمة بن سليمان بن حديرة القرشي الشافعي، أحد الثقات، جمع كتاباً في فضائل الصحابة، وفاته سنة ٣٤٣هـ. تذكرة الحفاظ: ٣/ ٨٥٨؛ طبقات الحفاظ: ص ٣٥٥.

<<  <   >  >>