للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عاد وثمود ذكر فى قوله تعالى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى * وَثَمُودَ فَما أَبْقى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (سورة النجم ٥٠ - ٥٢).

«لما استوفى ما يستحقه مقام النداء على باطل أهل الشرك من تكذيبهم النبى، صلى الله عليه وسلم، وطعنهم فى القرآن ومن عبادة الأصنام، وقولهم فى الملائكة، وفاسد معتقدتهم فى أمور الآخرة، وفى المتصرف فى الدنيا، وكان معظم شأنهم فى هذه الضلالات شبيها بشأن أمم الشرك البائدة؛ نقل الكلام إلى تهديدهم بخوف أن يحل بهم ما حل بتلك الأمم البائدة، فذكر من تلك الأمم أشهرها عند العرب وهم: عاد، وثمود، وقوم نوح، وقوم لوط.

فموقع هذه الجملة كموقع الجمل التى قبلها فى احتمال كونها زائدة على ما فى صحف موسى وإبراهيم ويحتمل كونها مما شملته الصحف المذكورة فإن إبراهيم كان بعد عاد وثمود وقوم نوح، وكان معاصرا للمؤتفكة عالما بهلاكها.

ولكون هلاك هؤلاء معلوما لم تقرن الجملة بضمير الفصل. ووصف عاد ب" الأولى" على اعتبار عاد اسما للقبيلة كما هو ظاهر. ومعنى كونها أولى لأنها أول العرب ذكرا وهم أول العرب البائدة، وهم أول أمة أهلكت بعد قوم نوح.

وأما القول بأن عاد هذه لما هلكت خلفتها أمة أخرى تعرف بعاد إرم أو عاد الثانية كانت فى زمن العماليق فليس بصحيح.

ويجوز أن يكون" الأولى" وصفا كاشفا، أى عادا السابقة، وقيل" الأولى" صفة عظمة، أى الأولى فى مراتب الأمم قوة وسعة.

<<  <   >  >>