الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} (آل عمران: ٧٨).
وقد توعد الله بعذابه الذين فعلوا ذلك:{فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}(البقرة: ٧٩).
كما تعرضت هذه الكتب للنقصان والضياع المتعمد الذي توعد الله أيضاً فاعله بأليم العذاب فقال:{إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناَ قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}(البقرة: ١٧٤).
ومما ضاع من الكتب السابقة؛ الإنجيل (١) الذي أنزله الله على المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به}(المائدة: ١٤).
ولتبيان الحقيقة الضائعة من الكتب السابقة أو المطموسة بالتحريف والتبديل فيها؛ أرسل الله محمداً برسالته الخاتمة، وأعطاه القرآن الذي جعله أيضاً نوراً وهدى ورحمة للناس جميعاً، فدعاهم الله إلى الإيمان به {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}(المائدة: ١٥).
وبهذا أصبح القرآن خاتمة وحي الله المصدق لما سبقه والمهيمن عليه بما خصه الله من الحفظ والبيان قال تعالى:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً}(المائدة: ٤٨).
(١) ما نجده اليوم بين أيدي النصارى ليس إنجيل الله المنزل على عيسى، بل الأناجيل المنسوبة إلى تلاميذ المسيح وتلاميذهم، وتتضمن تأليفات شخصية لهم سجلوا فيها سيرة المسيح عليه السلام وأخبار دعوته ومعجزاته، ولا تخلو هذه المؤلفات البشرية من بعض وصايا الله لعيسى ووحيه إليه.