للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على تعليم أصحابه القرآن، وكانوا يتعاهدون به من أسلم حديثاً، فيبادرون إلى تعليمه ما نزل من القرآن، يقول عبادة بن الصامت: (كان رسول الله يُشغَل، فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن). (١)

وكان الصحابة يتابعون باهتمام بالغ يومياً ما ينزل من القرآن، يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أمية بن زيد -وهي من عوالي المدينة -وكنا نتناوبُ النزولَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يوماً، وأنزل يوماً، فإذا نزلتُ جئتهُ بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعلَ مثل ذلك. (٢)

وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على تعلم القرآن، فقال مستحثاً لهممهم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) (٣)، وأخبرهم أنه ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ، ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)) (٤)، فقراءة القرآن وحفظه من أفضل العبادات، و ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق؛ له أجران)). (٥)

وقد سارع الصحابة إلى حفظ سور القرآن ومدارستها وتعلم ما فيها من معان وأحكام، فكان منهم مئات القراء، وقد أتم بعضهم حفظ كامل القرآن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد سأل قتادة خادمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال أنس: (أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد). (٦)

وممن حفظه من نساء الصحابة أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري،


(١) أخرجه أحمد ح (٢٢٢٦٠).
(٢) أخرجه البخاري ح (٨٩)، ومسلم ح (٨٩)، واللفظ للبخاري.
(٣) أخرجه البخاري ح (٥٠٢٧).
(٤) أخرجه ابن ماجه ح (٣٧٨٠).
(٥) أخرجه البخاري ح (٤٩٣٧)، ومسلم ح (٧٩٨)، واللفظ له.
(٦) أخرجه البخاري ح (٥٠٠٣)، ومسلم ح (٢٤٦٥).

<<  <   >  >>