للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما كانت الليلة التي فُتحت فيها قريظة، خرج ثلاثة من حصونهم، فقالوا: يا معشر اليهود، والله إنه للذي ذكر لكم ابنُ الهيبان، فقالوا: ما هو به، قالوا: بلى والله إنه لصفته. ثم نزلوا وأسلموا. (١)

وأما السفر المنسوب إلى النبي حجي فإنه يذكر اسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول لبني إسرائيل: "لا تخافوا، لأنه هكذا قال رب الجنود، هي مرة بعد قليل، فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأنزل كل الأمم، ويأتي مشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود ... ".

ويتحدث السفر عن عظمة بيت جديد من بيوت الله: "مجدُ هذا البيت الأخير يكون أعظمَ من مجد الأول [أي مسجد القدس] قال رب الجنود، وفي هذا المكان أعطي السلام" (حجي ٢/ ٦ - ٩).

ولو عدنا إلى النص العبري للتوراة، وقرأنا قولها: "ويأتي مشتهى كل الأمم" لوجدنا النص العبري يقول: "فباؤا حِمدات كول هاجوييم"، وكلمة حِمدات التي ترجمت إلى "مشتهى" هي الصيغة العبرية لاسم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وترجمتها خطأ ظاهر لأن الأسماء لا تترجم.

وقول السِفر عن بيت الله الأخير أي المسجد الحرام: " وفي هذا المكان أعطي السلام"، أي أعطي الإسلام، فالسلم والإسلام لفظتان اشتقاقهما واحد، وكلاهما اسم يطلق على دين الإسلام، كما قال الله: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِلْم كافةً} (البقرة: ٢٠٨).

قال ابن كثير: "ادخلوا في السلم كافة يعني الإسلام". (٢)

وهكذا تتلألأ الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، إن الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى يذكر النبي باسمه، وينبؤنا باسم دينه، وعن بيته العظيم الذي يفوق شرفه ومجده بيت الله القديم الذي بناه إسحاق على أرض فلسطين.


(١) أخرجه ابن إسحاق في سيرته (١/ ٦٢)، وابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٣٨ - ٣٩)، ورواه البيهقي في السنن (٩/ ١١٤).
(٢) تفسير القرآن العظيم (١/ ٢٤٨).

<<  <   >  >>