للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إخباره - صلى الله عليه وسلم - بأخبار آخر الزمان وعلامات الساعة]

وإن من دلائل النبوة ما أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه يكون بين يدي الساعة، ونراه أو نرى بعضه في حياتنا اليوم، وهو ما يسميه العلماء بأشراط الساعة الصغرى، وهذا الحاضر - الذي نراه اليوم - كان غيباً أطلع الله عليه نبيه، ليكون شاهداً على نبوته ورسالته.

ومن الأخبار المتعلقة باقتراب الساعة ما يحدثنا عنه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((من أشراط الساعة أن يقِلَّ العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقِلَّ الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)). (١)

وزاد في رواية في الصحيحين: ((ويُشربَ الخمر، ويَظهرَ الزنا)). (٢)

وفي رواية أخرى: ((وتكثُرَ الزلازل، ويتقاربَ الزمان، وتَظهرَ الفتن، ويكثُرَ الهرْج، وهو القتل)). (٣)

وفي رواية: ((يتقاربُ الزمان، ويَنقصُ العمل، ويُلقى الشح)). (٤)

فهذه ثمان علامات تكون بين يدي الساعة.

أولها: ظهور الجهل وقلة العلم الشرعي بين الناس، وذلك لقبض العلماء وظهور الرؤوس الجهال الذين يفتون بغير علم، فيَضلون ويُضلون، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يُقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يَترُك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)). (٥)

قال ابن بطال: "وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط، وقد رأينا عياناً، فقد نَقص العلم وظهر الجهل". (٦)


(١) رواه البخاري ح (٧٩)، ومسلم ح (٤٨٢٥).
(٢) رواه البخاري ح (٨٠)، ومسلم ح (٢٦٧١).
(٣) رواه البخاري ح (١٠٣٦).
(٤) رواه البخاري ح (٦٠٣٧)، ومسلم ح (١٥٧).
(٥) رواه البخاري ح (١٠٠)، ومسلم ح (٢٦٧٣).
(٦) فتح الباري (١٣/ ١٨).

<<  <   >  >>