ولا شك أن هذه الأفعال تدخل في التحريم، وتجر إلى مفاسد ما أنزل الله بها من سلطان، وتدخل في اللهو الذي عاب الله أهله بقوله تعالى:((ومن الناس من يشتري لهو الحديث)) (لقمان:٦) . وفي الوصف الذي ذم الله به أهل النار بقوله:((الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا)) (الأعراف:٥١) .
فننصح من يريد نجاة نفسه أن يربأ بها عن هذه الملاهي، وأن يحرص على حفظ وقته فيما ينفعه، وأن يبتعد عن المعاصي والمخالفات، وأن لا يقلد أهل اللهو والباطل ولو كثروا أو كبرت مكانتهم.
وقد تقدم إباحة التدرب على السلاح وتعلم الكر والفر وما يعين على الجهاد، كما فعل الحبشة في المسجد في يوم عيد لقصد حسن، وليس معه غناء ولا ضرب طبول ولا قول محرم، والله أعلم.
الخاطرة العاشرة:
وداعاً يا شهر التوبة
ورد في الحديث أن صيام رمضان سبب لمغفرة الذنوب (سبق تخريجه) ، وكذا قيامه (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري برقم ٣٧ في الإيمان: باب: "تطوع قيام رمضان من الإيمان") ، وقيام ليلة القدر (لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" أخرجه البخاري برقم٣٥، ومسلم برقم ٧٦٠) ، والصحيح أن المغفرة تختص بالصغائر، لقوله صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مفكرات لما بينهن، إذا اجتنب الكبائر"رواه مسلم (أخرجه مسلم برقم ٢٣٣ ١٤، ١٥، ١٦ في الطهارة، باب:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة..." من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) والجمهور على أن الكبائر لابد لها من توبة.