للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِي النَّار»» (١).

وعند «أبي داود» من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ أَحَبَّ لله، وَأَبْغَضَ للهِ، وَأَعْطَى لله، وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ» (٢).

ولا يخفى على كل ذي لُبٍّ أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى من يحب لله وفي الله، كيف لا وهم سادات المؤمنين، وأقوى الناس يقينًا، وأطهرهم قلوبًا، وأزكاهم نفوسًا، وأشدهم إخلاصًا، وأكثرهم بذلًا ونصرًا لدين الله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

والمقصود أن هذه المسألة - وهي حب الصحابة - من أصول مذهب أهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد.

قال شيخ الإسلام: «أهل السُّنة والجماعة وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الغالي في بعضهم, والجافي فيهم، الذي يُكفِّر بعضهم أو يُفسِّقه، وهم خيار هذه الأمة» (٣).

وقال أيضًا: «أهل السُّنة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط بين الرافضة


(١) قاعدة في المحبة ص (٦٩).
(٢) أخرجه أبو داود (٢/ ٦٣٢) رقم (٤٦٨١). وصححه الذهبي في معجم الشيوخ الكبير (٢/ ٣٤٧)، والجديع في تحرير علوم الحديث (٢/ ٨٢٨)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ٦٥٧).
(٣) الجواب الصحيح (١/ ٥٧).

<<  <   >  >>