للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم؛ فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلًا، ولم يكلم موسى تكليمًا، تعالى الله عما يقول الجعد وأضرابه علوًا كبيرًا» (١)، ثم نزل بعد ذلك أمام الناس وذبح الجعد، تقبل الله تعالى منه هذه الأضحية.

والسلف -رحمهم الله تعالى- كانوا يحرصون على قطع دابر البدع والفتن، ومع أنهم رحمهم الله تعالى ورضي عنهم ضحوا بهذا المبتدع وقتلوه إلا أن بدعته قد سرت، وبقيت عند بعض أهل الضلال كالجهم بن صفوان، فقد أخذ هذه البدعة عن الجعد بن درهم ونشرها.

والمقصود أن سلف الأمة -رحمهم الله تعالى- يثبتون أن القرآن كلام الله - عز وجل - منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله - سبحانه وتعالى - قد تكلم به على الحقيقة.

قال شيخ الإسلام: «مذهب سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم، ما دل عليه الكتاب والسنة، وهو الذي يوافق الأدلة العقلية الصريحة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق» (٢).

وقال رحمه الله: «الكلام كلام الله حقيقة، والكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئًا لا إلى من قاله مبلغًا مؤديًا، فالكلام كلام البارئ والصوت هو


(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٢٠٥).
(٢) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٧).

<<  <   >  >>