للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صوت القارئ» (١).

• وما معنى قولهم عن القرآن «منه بدأ»؟

قال الإمام أحمد وغيره: منه بدأ، أي هو المتكلم به، ولم يبتدِ من غيره كما قالت الجهمية القائلون بأن القرآن مخلوق، قالوا: خلقه في غيره فهو مبتدأ من ذلك المحل المخلوق (٢).

وقال ابن تيمية رحمه الله في «التسعينية»: «وهنا قولان في مسألة القرآن الكريم:

الأول: قول ابن كُلَّاب حيث قال: الحروف حكاية عن كلام الله وليس من كلام الله؛ لأن الكلام لا بد أن يقوم بالمتكلم، والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات؛ فوافق الجهمية والمعتزلة في هذا النفي.

الثاني: قول الأشعري حيث قال: إن القرآن عبارة عن كلام الله» (٣).

والصحيح مذهب أهل السُّنة والجماعة وهو القول بأن القرآن كلام الله حقيقة.

والخلاصة: أن السلف -رحمهم الله- يؤمنون بأن الله قد تكلم بالقرآن وأنه - سبحانه وتعالى - أنزله، فيصفون القرآن بأنه منزل وليس بمخلوق، وأن صفة الكلام صفة مدح وكمال ونفيها نقص وعيب في حق الله, تعالى الله عن ذلك علوًّا


(١) التسعينية (٣/ ٩٦٣).
(٢) مجموع الفتاوى (١٧/ ٨٣).
(٣) (٢/ ٤١٨، ٣/ ٩٦٢).

<<  <   >  >>