للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: مات) عن فلان (وأين هو؟ قالوا: مات) (١).

فإن قيل: إن موقف الصوفية من هذه القضية معروفٌ، ولكن ما علاقة ذلك بالأشاعرة؟.

فالجواب: أن ارتباط الأشاعرة بالتصوف، وامتزاج كل من المنهجين بالآخر أمرٌ يشهد له واقع نشأة كلا المذهبين وأعلام رجاله، ولسنا في مقام الإفاضة هنا، ولكننا نشير إشارات سريعة فنقول:

(١) - شيخ المذهب أبو الحسن الأشعري في مرحلة ما قبل توبته ورجوعه إلى مذهب السلف - وهي المرحلة التي لا يعترف الأشاعرة بسواها، ولا يقتدون به في غيرها - كان مريدًا للصوفية، متتلمذًا على الجنيد (توفي ٢٩٧هـ، والأشعري توفي ٣٢٤هـ على الراجح) وها هي ذي نونية الأشعري المتعصب ابن السبكي صاحب الطبقات، نسوق شواهد منها مع الاعتذار عن الإثقال بها:

وأتى أبو الحسن الإمام الأشعري ... مبينًا للحق أي بيان

ومناضلًا عمَّا عليه أولئك الـ ... أسلاف بالتحرير والإتقان

يقفو طرائقهم ويتبع حارثًا ... أعني محاسب نفسه بوزان (٢)


(١) انظر مدارج السالكين (١/ ٤٠)، والفتوحات المكية (١/ ٣٦٥)، وفتح الباري (١/ ٢٢١ - ٢٢٢).
(٢) الحارث المحاسبي أول من ابتدع التأليف في الوساوس والخطرات، وله بلايا ذكرها ابن الجوزي وغيره، أَمَرَ الإمام أحمد بهجره فمات مهجورًا. وقد غمز الشيخ أبو غدة في الإمام أحمد والمحدثين بسبب موقفهم منه. انظر مقدمة رسالة المسترشدين للمحاسبي، تحقيق أبي غدة (ص١٨ - ١٩).

<<  <   >  >>