للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيرها؛ من الحجاب، إرخاء الستر بينه وبينها» (١).

فهذا شيخ المذهب الثاني، وهؤلاء التلاميذ أساطين المذهب الذين نشروه وفلسفوه، وهذا حالهم!!.

(٣) - كان ممن أخذ عن الباهلي وابن مجاهد وطبقتهم المتصوف أبو علي الدقاق، وله تتلمذ الصوفي المشهور أبو القاسم القشيري صاحب المصنفات الصوفية المشهورة، وتلميذ أبي عبد الرحمن السلمي، الذي نقض شيخ الإسلام كتابه (الرسالة) بكتاب (الاستقامة). وبين فيه أنه مخالفٌ لطريقة أئمة السلوك من الصوفية، فضلًا عن أئمة السلف، والقشيري هذا لا يقل افتخار الأشاعرة وتعظيمهم له عن افتخار الصوفية وتعظيمهم، فهو من علماء المذهب المشار إليهم بالبنان، وهو صاحبٌ حميمٌ لأبي المعالي الجويني في السراء والضراء، وحينما تعرض الأشاعرة للعن من فوق المنابر أيام حكم السلاجقة أسوةً بسائر المبتدعة (٢) كتب القشيري رسالة (شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من


(١) المصدر السابق (٣/ ٣٦٩)، وابن عساكر (ص١٨٧). وانظر لحال هذا المسكين واعتذاره، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يرون الكفار، بل والأصنام بأعينهم، ولكنها خلوة الدين الصوفي، فقد صرحوا بأن من لم يستطع الاحتجاب الكامل عن الناس فليلفف على وجهه ورأسه عمامة كبيرة حتى لا يراه أحد ولا يرى أحدًا سوى الحق. زعموا.
(٢) انظر حول هذه القضية: تبين كذب المفتري (ص (٣٣٢))، والتسعينية (ص (٢٧٨))، وطبقات الشافعية ((٣) / (٣٨٩)).

<<  <   >  >>