للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدهر الأقدم كانوا على مذهب المشبهة، وكانوا يعتقدون أن إله العالم نورٌ عظيمٌ، فلما اعتقدوا ذلك اتخذوا وثنًا هو أكبر الأوثان على صورة الإله، وأوثانًا أخرى أصغر من ذلك الوثن على صورة الملائكة، واشتغلوا بعبادة هذه الأوثان على اعتقاد أنهم يعبدون الإله والملائكة.

قال الرازي: فثبت أن دين عبادة الأصنام كالفرع عن مذهب المشبهة» (١).

ولن نقول للرازي: إن الثابت في السنة في أصل الشرك ينافي هذا (٢)؛ لأنه سيقول: تلك ظواهر ظنية لا تفيد اليقين، ورواية آحاد لا يثبت بها علم.

ولكننا نقول: لو فرضنا أن بينك وبين هذا المنجم المشرك سندًا صحيحًا (٣)، فما سنده هو إلى أجداده المشركين القدامى الذي أسسوا التشبيه والشرك؟ أم أن كلامه - عندك - قطعي الدلالة والثبوت، ولو كان رجمًا بالغيب من مكان بعيد؟. وأين عقلكم الذي حكمتموه في النصوص، لِمَ لا تحكمونه في قول هذا الأفاك، إنهم صوروا النور؟!.

ويأتي صاحب (المواقف) فيستفتح موضوع الإلهيات من كتابه بما


(١) التأسيس (ص١٥ - ١٦).
(٢) روى البخاري في كتاب التفسير (٤٩٢٠) أن ودًّا وسواع ويغوث ويعوق ونسرًا أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يصوروهم تعظيمًا لهم، ثم جاءت الأجيال التالية فعبدتهم، فهذا هو أصل شرك البشرية، وكذب أبو معشر.
(٣) توفي أبو معشر سنة ((٢٧٢) هـ) والرازي (٦٠٦هـ)!! أم أنه روى عنه وجادة؟!.

<<  <   >  >>