للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثلثي الكتاب إنما هو مناقشة لهم وحْدَهم.

وكونهم على رأي جهم في أن الإيمان هو مجرد التصديق القلبي، يجعلهم في مرتبة أشد بدعة من مرجئة الحنفية الذين يطلق عليهم (مرجئة أهل السنة)، أو (مرجئة الفقهاء).

بل نص شيخ الإسلام ابن تيمية على أنهم أبعدُ قولًا من الكرامية الذين يقولون: إن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط (١).

فهم في هذه المسألة على أسوأ الأقوال، وأكثرها بدعة وضلالًا، وهو قول جهم (٢).

يقول القاضي الباقلاني فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به: «واعلم أن حقيقة الإيمان هو التصديق، واعلم أن محل التصديق هو القلب» (٣).

وقال أبو المعالي الجويني بعد أن نكر مذاهب الناس في الإيمان، ومنها مذهب السلف: «والمَرضيُّ عندنا: أن حقيقته التصديق بالله تعالى، فالمؤمن بالله مَن صدّقه، ثم التصديق على التحقيق كلام النفس» (٤).

فهم لا يُدخِلون الأعمال في الإيمان، لا أعمال القلوب، ولا أعمال الجوارح.


(١) انظر الإيمان (ص١٣٤ - ١٣٥).
(٢) انظر المصدر السابق (ص١٣٨).
(٣) الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، تحقيق الكوثري (ص (٥٥))، وهو المعروف بـ (رسالة الحرة).
(٤) الإرشاد إلى قواطع الأدلة في الاعتقاد (ص (٣٩٧)).

<<  <   >  >>