وكان أهل العقد والحل من أهل سلا قد كتبوا البيعة، ونفذوا لوجهتهم معهم قائد الأسطول مستدعى بالآلات البحرية والرماة، واتصل بالقوم خبر الهزيمة فكرَّ ليلاً، وتقبض على من كان بالبلد من خدام الأمير عبد الحليم وتحصلهم في حكم الثقاف، ثم نقلوا إلى الحضرة فاستنقذوا في طريقها لكثرة الخوض وفساد السبل، وعادت الأمور إلى بعض سكون.
ووصل الكتاب المنبئ عن الكائنة فاستدعى الناس لسماعه وقرئ على المنبر منه كتاب مرسل المقاطع عادل عن السجع. أوجب ذلك من أصحابنا المنشئين مكاني من سكنى المدينة وإيثاري لهذه الطريقة، فمدوا فيه الأعنة وذهبوا فيه إلى كثير من الإجادة ونصه: من عبد الله تاشفين أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي الحسن بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي سعيد بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، أيده الله ونصره وأطال في السعادة عمره، إلى الأشياخ المكرمين المؤثرين المرعيين الملحوظين المحترمين الشرفاء والفقهاء والخطباء والقضاة والوجوه والأعيان والأمناء والخاصة والعامة من أهل مدينة سلا حرسها الله ووصل إكرامهم ووالى رعيهم واحترامهم. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: