للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المبارك ترثها ذريتي. وقد ساوَمْتُ في شيء من ذلك منتظراً ثمنه مما يباع بالأندلس بشفاعتكم، ولو ظننت أنهم يتوقفون لكم في مثل هذا، أو تُتوقع فيه وحشة أو جفاء، والله ما طلبته، لكنهم أسرى وأفضل. وانقطاعي أيضاً لوالدكم معاً لا يسع مجدكم إلا عمل ما يليق بكم فيه، وهاأنا أرتقب جوابكم بما لي عندكم من القبول، وَيسعني مجدكم في الطلب وخروج الرسول لاقتضاء هذا الغرض والله يطَّلع من مولاي على ما يليق به والسلام.

وكتب في الحادي عشر من شهر رجب عام أحد وستين وسبعمائة وفي مُدرج الكتاب بَعْدَ نَثْرٍ اختصرناه:

مَوْلاَيَ هَا أنَا فِي جِوَارِ أَبِيكَا ... فَابذُلْ مِنَ البِرِّ المُقَدَّرِ فِيكَا

أَسْمِعْهُ مَا يُرْضيهِ مِنْ تَحْت الثَّرَى ... واللهُ يُسمعُك الَّذِي يُرْضِيكَا

واجْعَلْ رِضَاهُ إذا نَهَدْتَ كتيبةً ... تُهْدِي إلْيكَ النَّصْر أو اتَهْدِيكَا

واجْبُرْ بِجَبْرِي قَلْبَه تَنَلِ المُنَى ... وتُطَالِعِ الفَتْحَ المُبِينَ وشيكا

فهو الذي سنّ البُرورَ بأُمِّهِ ... وأَبِيه فاشْرَع شَرْعَه لِبَنِيكَا

وابْعَثْ رَسُولَكَ مُنْذِراً ومُحَذِّراً ... وَبِمَا تُؤَمِّلُ نَيْلَهُ يَأْتِيكَا

قد هَزَّ عَزْمُكَ كُلَّ قطرٍ نَازِحٍ ... وأَخَاَفَ مَمْلُوكاً بِه وَمَلِيكَا

فَإِذَا سَمَوْتَ إلَى مَرَامٍ شَاسِعٍ ... فَغُصُونُهُ ثَمَرَ المُنَي تُجْنِيكَا

ضَمِنَتْ رِجَالُ اللهِ مِنْكَ مَطَالِبِي ... لمَّا جَعَلْتُكَ في الثَّوَابِ شَرِيكا

فَلَئِنْ كَفَيْتَ وُجُوهَهَا فِي مَقْصِدِي ... وَرَعَيْتَها بركاتُها تَكْفِيكاَ

وإذا قَضَيْتَ حَوائِجي وأَرَيْتَنِي ... أملاً فَرَبُّكَ مَا أَرَدْتَ يُرِيكَا

واشْدُدْ عَلَى قَوْلِ يداً فَهُوَ الذي ... بُرْهَانُه لاَ يَقْبَلُ التّشْكِيكاَ

مَوْلاَيَ ما اسْتَأثَرْتُ عَنْكَ بِمُهْجَتِي ... أَنَّى وَمُهْجَتيَ الَّتِي تَفْدِيكَا

لَكِنْ رأيتُ جَنَابَ شَلَّةَ مَغْنماً ... يُضْفي عَلَيَّ العِزَّ في نَادِيكَا

وفُرُوضُ حَقِّكَ لاَ تَفُوتُ فَوَقْتُها ... باقٍ إذَا اسْتَجْزَيْتَهُ يَجْزِيكَا

وَوَعَدْتَنِي وَتَكَرَّرَ الوَعْدُ الَّذِي ... أَبَتِ المَكَارِمُ أَنْ يَكُونَ أَفِيكَا

أَضْفَى عَلَيْكَ اللهُ سِتْرَ عِنَايَةٍ ... مِنْ كُلِّ مَحْذُورِ الصُّرُوفِ يَقِيكَا

بِبَقَائِكَ الدُّنْيَا تُحَاطُ وَأَهْلُهَا ... فاللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ يُبْقِيكَا

فوردت المراجعة المولوية بما نصه بعد البسملة والتصلية: من عبد الله المستعين بالله إبراهيم أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي الحسن بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين، أبي سعيد بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، أيَّد الله أمره وأعز نصره، إلى الشيخ الفقيه الأجل السني الأعز الأحظى الأوجه الأنوه الصدر الأحفل المصنف البليغ الأعرف الأكمل أبي عبد الله ابن الشيخ الأجل الأعز الأسنى الوزير الأرفع الأمجد الأصيل الأكمل المبرور المرحوم أبي محمد بن الخطيب، وصل الله عزته، ووالى رفعته: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <   >  >>