إنهما سِيَّان ... فليُقْصِرِ الَّلاحِ عمن شكا العِشقا
قد عزني الكتمان ... فبان إفصاحِ ببعض ما ألقا
من صَادقِ اللهجة ... وسْنَان عن ساهر لِمْ يُبْلَ بالصدِّ
مُنَزَّه القلب ... مُبَرَّأَ الناظر عن حالةِ السُّهد
عُذّب بالتيه ... قلبي وبالبَيْنِ فلم أطق صبرا
ظبيٌ تَجَنِّيهِ ... ما كان بالهَيْنِ قد واصل الهجرا
مُكَمَّلٌ فيه ... مسْرَحةُ العين قد أخجل البدرا
في طرفه حجَّة ... للفاتن الساحر ونافث العَقْدِ
يَذهَب باللُّب ... محكِّمُ السادر في الحُرِّ والعبد
ناديت في الظلمة ... يا مالك الملك يا دافعَ البلوى
فَرِّج لِيَ الغمة ... أنت الذي تُشْكِي مَنْ أعلَنَ الشكوى
بمن طوى الهمَّة ... لِطِيَّةٍ يبكي ويعلن النجوى
في عشر ذي الحجة ... من راكش سائر للعلَم الفرد
مغتفر الذَّنب ... معتمرٌ زائر مُبَلّغ القصد
مذ جال في سمعي ... فراقه حقاً ظَلِلْت كالهائم
كأنما دمعي ... يَهمي فلا يَرْقا جودُ أبي سالم
معالِجُ الصَّدع ... والعروة الوثقى وقامع الظلم
ومُصْمتُ الضجَّة ... ومُطفئ النَّائر ومُوضِحُ الرُّشْد
خليفة الرَّب ... والباذخ الفاخر بالأب والجَدِ
الواهب الأَلْفِ ... تأتي معاليه من رجْعِهِ الطرفا
وخارق الصف ... إلى أعاديه إن شاهد الزَّحفا
ومُرْسِلُ الحتف ... فمن يناويه يصادم الحتفا
والأرض مرتجة ... بالعسكر الزاخر قد ماج بالجُرد
وغُصَّ بالقُضْبِ ... والصارم الباتر والحَلَقِ السَّردِ
من فاز بالسَّبق ... في رفعة القَدْرِ والمنصب الأسمى
وفاق في الخَلْقِ ... والخُلُقِ البَرِّ والسيرة الرُّحْمَى
ذو منظرٍ طلْقِ ... مؤيّضدُ الأمر مُسَدَّدُ المرمَى
إذا امتطى سرجه ... فالقمرُ الراصد لعين مستهد
ومخجلُ السحْب ... في العارض الماطر إن جاد بالرِّفْدِ
عُلاهُ لا تُحْصَى ... والشرطُ والثُّنْيا دَأْباً ينافيها
لو مُثّلَتْ شخصاً ... لغالت الدنيا بالحق تُعييها
دولته اختصَّا ... تأنق العليا بكل ما فيها
بدائع البهجة ... ونزهة الخاطر وجنَّة الخلد
وراحة القلب ... وبغية الناظر في ذلك الخدِّ
والأخرى:
يا حاديَ الجمال ... عرج على سلا قد هام بالجمال قلبي وما سلا
عرج على الخليج ... والرمل والحِمَى
في المنظر البهيج ... بالبِيض كالدُّمَى
والأبطح النّسِيجِ ... من صَنْعَةٍ السَّما
لله من جلال ... تختال في حُلا لم تُلف في اعتدال عنهنَّ مَعْدِلا
وطف من الرباطِ ... بركن طَائِفِ
بمنزل اغتباط ... دار الخلائف
مُقَدَّسِ المواطِ ... جم العوارف
كم من سنا هلال ... بأُفْقِهِ انجلى أنحى على الصلال فانجاب واجتلى
جَنَي النعيم دانِ ... والبحر والغدير
أَهِلَّةُ الشَّوانِي ... في أفقه تسير
وقهوة الدنان ... يديرها مدير
أغرُّ كالغزال ... مُقَلَّد الطُّلا يسطو ولا يبالي بالأسْدِ في الفلا
أَوْلَى إليك أوْلاَ ... من ذكر معهد
أكثرت فيه قولاً ... في كل مشهد
خُذْ في امتداح مولا ... نَدْبٍ مؤيَّدٍ
مُمَجَّد الجلال ... مشهَّرُ العُلا قد فاق في كمال وراق مُجْتًلا
موافق الخليل ... في الاسم والسمات
ذي المنظرِ الجميلِ ... الرايق الصفات
مُكرِّمُ الدخيل ... ومُجزل الهبات
ومُحْسِب النوال ... لمن توسلا ورافع المعالي سحباً مظللا