للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأتي أهمية الحديث عن الاغتيالات من خلال عظم منزلة الدماء، ومكانتها عند الله عز وجل، وتواتر النصوص القطعية في التحذير من خطر الاستهانة بالدماء، وأن ذلك من كبائر الذنوب والموبقات التي تُوجب على صاحبها سخط الله ولعنته وأليم عذابه.

وفي المقابل أننا في زمان ارتخصت فيه الدماء، فأينما اتجهت إلى بلاد الإسلام وجدت دماء تنزف وأشلاء تقطّع وجثثا تتناثر، بأساليب متعددة منها - الاغتيالات- التي غدت خطرا مُحدقا، وفتنة مضلّة، تصدر لها، رجالات دول، وأرباب مصالح، وحدثاء أسنان، وأجنحة مكرٍ خفية، تدير شئونها، وتُحرك خيوطها، وتدعم نشاطاتها، وتمول منفّذيها غير مكترثين لعواقبها الوخيمة، وآثارها السيئة، انتصارا لأحقادهم الدّفينة، وأنانيتهم البغيضة، ما يستدعي رجالات الأمة ومفكريها، وعلمائها، ودعاتها، وقياداتها، الوقوف صفا واحدا أمام هذه الأخطار التي تهدد أمن المجتمع، وتُقلق سكينته العامة، وتبثّ الرعب في أوساطه، وتحصد الأرواح البريئة كل يوم.

ثالثاً: الاغتيالات، حقائق وأرقام " اليمن " أنموذجا.

نال اليمن السّعيد من فتنة الاغتيالات في العامين الماضيين النصيب الأوفر، لعوامل عدة منها:

- أن الإحصائيات غير الرسمية تفيد أن اليمنيين يحوزون أكثر من خمسين مليون قطعة سلاح حيازة شخصية.

- ومنها ما أعقب سقوط النّظام اليمني من تداعيات أدت إلى اضطراب الوضع السياسي، وتهارُج القوى السياسية اليمنية، وظهور نزعة الحقد والأنانية بينها:

- ومنها مكر القوى الإقليمية والدولية، ومنها أيضا وجود بعض الجماعات المتطرفة ... والتي دخلت في صراعات مريرة مع الحكومة اليمنية، جعلها تنتقم من قوات الأمن والجيش، ... وتنفذ عدة عمليات بأساليب مختلفة منها الاغتيالات.

- وفي كل الأحوال فإن إحصائيات أمنية حكومية تفيد أن (١٣٦) ضابطا ومساعدا من كوادر جهاز الأمن السياسي قد قتلوا خلال السنوات الأربع الماضية. (١)

- بينما تفيد الإحصائيات الأمنية لعام ٢٠١٢ م والصادرة عن وزارة الداخلية اليمنية أن الدّراجات النارية قد استخدمت في اغتيال (٤٠) ضابطا وفردا من مُنتسبي المؤسستين الأمنية والعسكرية.


(١) موقع الخبر اليمني: الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣ م.

<<  <   >  >>